في مقاله “قد تكون… فأرا” كتب الاستاذ جعفر عباس عن قراءته كتاب الصحفية الكندية سونيا شاه وعنوانه «صائدو الأجساد»: اختبار الأدوية الجديدة على المرضى الأكثر فقرا في العالمThe Body Hunters Testing New drugs on the Worlds Poorest Patients:
كتاب شاه يتناول تكالب شركات الأدوية على الدول النامية لجعل مواطنيها فئران تجارب للأدوية الجديدة.. مختبرات بروينغر إينغلهايم لديها مبنى في أفقر أحياء مدينة كيب تاون بجنوب افريقيا، وشركة الأدوية العملاقة نورفاتيس شيدت مبنى في حي فقير في مدينة مومباي (بومباي سابقاً) في الهند.. ولحقت بها شركات أكثر شهرة مثل فايزر وغلاكسو سميث آند كلاين واسترازينيكا.. في بلد مثل الولايات المتحدة ينسحب نحو 70% من المشاركين في اختبارات الأدوية قبل اكتمال الاختبارات، بينما تبلغ نسبة الصمود والتصدي بين المشاركين في تلك الاختبارات في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية فوق الـ99%.. والأهم من كل ذلك ان الفقير الإفريقي أو الآسيوي كائن بلا حقوق، ولو مات نتيجة لاستخدام دواء جديد تحت التجريب فالتعويض الذي يناله ذووه هو تحويل واحد منهم إلى فأر ليحصل على بضع مئات من الدولارات نظير الاشتراك في تجارب تستمر ما بين العام والعامين.
في الولايات المتحدة وأوروبا يجب إخضاع الدواء لاختبارات سريرية يشارك فيها أكثر من 4000 شخص، وللوصول إلى قرار حاسم حول صلاحية الدواء لا بد من إخضاع أكثر من مائة ألف شخص في التجارب… طيب وين تلاقي ناس بالهبل وبسعر التكلفة وتموت أو تعيش «زي بعضه».. سيم سيم؟ شوف لك بلد مواطنيها عيشتهم «زي قِلِّتها» ووزع عليهم الدواء الجديد، ولو نفع خير وبركة، ولو ما نفع خيرها في غيرهم.. في بريطانيا فشلت تجربة عقار طبي جديد وأصيب نحو أربعة من المشاركين فيها بحالات تسمم خطيرة فقامت القيامة ودفعت الشركات تعويضات للضحايا بـ«القنطار»، لأنه فئران عن فئران تفرق.. صح؟
في الاتجاه الآخر نجد أن الطبيب البريطاني Ben Goldacre دشن حملةعبر الموقع alltrials.net نتاج أبحاثه عن التجارب المسجلة والمخفية
“لقد حان الوقت لنشر نتائج جميع التجارب السريرية. إن المرضى، الباحثون، الصيادلة، الأطباء والمسؤلون عن مراقبة الأبحاث في أي مكان في العالم سيستفيدون من نشر نتائج التجارب السريرية. أينما كنت في هذا العالم، نرجو منك توقيع هذه العريضة:
إن الآلاف من التجارب السريرية لم ينشر نتائجها والبعض منها لم يتم تسجيله.
إن معرفة الأطباء والباحثين لما حدث في هذه التجارب وما هي نتائجها قد تضيع للأبد، مما قد يؤدي لقرارات علاجية سيئة، وتضييع الفرص لعلاجات ناجحة، وإعادة تكرار للتجارب.
كل التجارب السريرية التي جرت في الماضي والتي تجري الآن يجب أن تسجل، وجميع تفاصيل أساليب البحث ونتائجها يجب أن تنشر.
نحن نناشد الحكومات والأجهزة أو المنظمات المسئولة عن تنظيم أو مراقبة الأبحاث العلمية العمل بالطرق اللازمة لتحقيق هذا الهدف”
هل الأمر ذاته ينطبق على تجارب اللقاحات؟
حسب تصريح موظفة سابقة في شركة ميرك – صانعة اللقاحات- فاالأمر أسوأ. بحثت براندي فوغان حول سلامة اللقاحات فوجدت أن اللقاحات لا تحتوي على سموم يمكن أن تسبب ضررا عصبيا فحسب، بل أن دراسات السلامة لا تجري من قبل صانعي اللقاحات كما هو الحال مع الأدوية . إن عدم وجود بحوث سلامة حقيقية للقاحات والآثار العكسية المعروفة للتطعيم، دفع براندي فوغان لعدم تطعيم طفلها مطلقا. تقول براندي:
إن إعطاء الأطفال لقاح هو مثل لعب الروليت الروسية مع أطفالنا وأن التطعيم الاجباري هو مجرد وسيلة لصانعي اللقاحات للاستفادة من أطفالنا. لا تنخدع: نحن لسنا بحاجة التطعيم الاجباري