رفضت لجنة إقرار اللقاحات البريطانية إدراج مطعوم جدري الماء -الأمريكي الاختراع- ضمن برنامجها الموصى به* معللة رفضها بأن اللقاح يتسبب في ارتفاع حالات الهربس النطاقي (١) shingles ومعتبرة أن جدري الماء ليس المرض الذي نخاف منه.
احصائيا فإن ٩ من ١٠ أطفال في بريطانيا يصابون به ويشفون خلال أيام ودونما تعقيدات. في تعبير موجز ضمن منشور توعوي صحي بريطاني ينص
ليس إن كان طفلك سيصاب بجدري الماء أم لا ، بل متى. (٢)
وهي رمزية تؤكد أن الجدري المائي ليس شيئا عليك القلق من إصابة أطفالك به بل يمكنك اعتباره جزءا من خطوات النمو المتوقعة.
حاليا نجد أن منظمة الصحة العالمية أوصت الدول العربية باعتماد المطعوم الأمريكي ضمن برامج التطعيم الوطني رغم مضار اللقاح الجانبية وناهيك عن انعدام أي فاعلية مثبتة بالتجارب.
من المعروف أن أرباح شركات تصنيع العقاقير والتطعيمات لا تتناسب طرديا مع تمتعنا نحن بالصحة. لذا فإنّ المُشاهد أن العقاقير والمطاعيم لا تكاد تعالج أو تقي من الأمراض بل كـأنها تهدف إلى إحالتنا إلى زبائن دائمين. ربما تبدأ اليوم بعقار خافض للضغط لكن القائمة لن تنتهي عند دواء لأمراض القلب.
شركات تصنيع العقاقير تعلم أن أدويتها تنتج أمراضا جديدة وتذكرها ضمن بند الآثار الجانبية المحتملة في نشرات الأدوية الداخلية صراحة، كما تعلم أنها لا تشفي من المرض لأن هدف الأدوية الرسمي هو السيطرة ظاهريا على الأعراض. لكن تلك الشركات تفضل أن يبقى الحال هكذا: المريض يزداد مرضا واستهلاكا لأدوية جديدة في قائمة قابلة للإضافة مدى الحياة.
المرض ليس هو الطبيعي ولا يجب أن يكون نمط حياة معتاد لكن في زيارة لعيادة طبيب أطفال في أيامنا هذه نشاهد أن الدارج و”الطبيعي” أن ينتقل الطفل من مرض لآخر ومن علاج لآخر ومن وضع مرضي طارئ إلى تصنيف مرضي مزمن.
لقد تم بيعنا لصالح كبريات شركات تصنيع العقاقير وبإيهام الوصول للصحة وبتعزيز خوف الإصابة بالأمراض.
العلم ليس كتابا مقدسا، بل هو تجارب ونظريات وتطور لكن التطعيمات حقيقة ليست علما فاسدا فحسب بل هي بالتعريف العلمي الدقيق : شعوذة.
في الزمن الغابر اعتقد قدماء الصينيين أن إفرازات المريض قد تقي من يجاوره إن هم استهلكوها. الأسوأ قام به مخترع التطعيم الأول السيد جنر حيث استخدم قيح جدري البقر cowpox على جلد الأصحاء البريطان مدعيا أنه سيحميهم من الجدري الوبائي smallpox حينها.
التطعيم لم يحم الشعب بل تسبب بأهوال وجلب الويلات وأدى لاضطرابات وتمرد شعبي تم تلخيصها وأرشفتها وانتهاء اضطر الملكة حينها إلى وقف قانون التطعيم القسري وتعليق عقوباته بعد ٣٠ عاما من التجارب الإجبارية القبيحة على البشرية.
بعدها اعتقد بعض الأطباء البريطان أن وقف دعم السياسيين للتطعيم في بريطانيا عام ١٨٨٥ من شأنه أن يوقف صناعة التطعيم ويجعله من الماضي كتاريخ مخجل أسود في حق الإنسانية لكن للأسف ولأسباب عدة متعددة صناعة الشعوذة لا زالت مستمرة وجد رائجة!
*الموصى به لأن التطعيمات لم تعد إلزامية في بريطانيا منذ إقرار قانون الصحة عام ١٩٤٦
(١) http://webarchive.nationalarchives.gov.uk/20130107105354/http://www.dh.gov.uk/prod_consum_dh/groups/dh_digitalassets/@dh/@ab/documents/digitalasset/dh_095104.pdf
(٢) http://www.itchi.co.uk/docs/chickenpoxreport.pdf
3 كتاب أهوال اللقاحات Horrors_of_Vaccination_Exposed