نحن ببساطة مستنزفون!
يبدو أنها ذاك سيكون اسم لعبة في هذه الأوقات العصيبة والمتزاحمة، نريد إجاباتٍ آنية وحلول آنية وكل شيء آني لكننا لا نملك الوقت أو القدرة لفعل الأشياء بأنفسنا.
لذا نبتلع حبة دواء ونأخذ مطعومًا ونقفز إلي عربة أحدث علاج سحري ونأمل الأفضل، وسنقوم تقريبًا بكل عمل لا يستوجب منا أي جهد.
في هذا الأثناء، الأمراض المزمنة وأخرى تشمل المنتشرة بين الأطفال ترتفع بشكل لافت والتوحد وصل لمعدلاتٍ وبائية وكلنا نسعى للحصول على إجاباتٍ لكن القلّة منا تلك التي تريد أن تتحمل المسئولية.
الخوف هو الملك الحاكم، والذين يروجون للخوف ويدفعون باتجاه تناول العقاقير واللقاحات والذين يدافعون عن وجوب أن ندع مسئوليتنا الشخصية عن صحتنا للخبراء والمختصين هم تلك السلطة التي تقف وراء العرش. إن منفعتهم مستمرة ما دام الخوف بقي ملكًا ونحن الخاسرون للصحة والسلطة.
لكن هل من الممكن أن نحقن أنفسنا بالوقاية أو أن نبلع الصحة؟ هل هناك أي مهرب من العمل الجاد والقرارات الصعبة الواجبة من أجل صحة حقيقية؟ هل نستطيع لوم بل أنفسنا عندما نختار فقط الأسهل وتنحى الأمور حينها منحى خاطئا؟
الصحة الفعلية تتطلب جهودًا معقولة للحصول عليها مثل شرب مياه غير ملوثة وطعام متكامل غير فاسد وتمارين وراحة متناسبة، وعلى وجه الأفضل الرضاعة الطبيعية للرضع وللأطفال صغار السن، وهي تعني أن نبتهج وأن نحب أنفسنا مؤمنين أننا نستحق بذل الوقت والجهد من أجل تحقيق العافية وتعني أن نتمهل أيضا والأهم أن نعلّم انفسنا.
إن الحفاظ على الصحة الحقيقية يتطلب منا أن نتعلم عن الأمراض ومخاطرها طويلة المدى الفعلية وليس مجرد مخاطر الإصابة والتقاط العدوى بها، بل مخاطر المعاناة طويلة الأمد من تبعاتها، وأن نتحرى المخاطر طويلة الأمد لكل من العقاقير واللقاحات وعدم قبول مجرد تفاهات وجمل غير مستندة لحقائق كما أنها كتاب مقدس. الحفاظ على الصحة يعني أيضا أننا علينا أن نتوقع أكثر وأن نصدق أقل.
الخوف سيحكمنا ما لم نسيطر على حياتنا ونعرف لمصلحة من يكون خوفنا ونعلم أنفسنا عن المخاطر والمزايا الحقيقية ونطالب بإجابات مقنعة عوضا عن تلك غير المرضية وغير المصدقة وغير الموجودة.
ليس هناك طريق سهل ولا ضمانات لكن من أجل ومستقبل الأجيال القادمة حان الوقت لإسقاط الملك ” الخوف” ، ولنحيا نحن.
مقالة نشرت في ٢ نوفمبر ٢٠٠٨ ترجمة م. فاطمة عيسى
“التيقظ الدائم هو ثمن الحرية” – وينديل فيليبس (١٨١١-١٨٨٤)