ضمن سياسات إلقاء اللوم على الذين لا يتلقون التطعيمات في التسبب باندلاع إصابات الحصبة في الولايات المتحدة مؤخرا بدأ بعض أطباء الأطفال الإعلان عن رفضهم علاج أطفال لم يتلقوا التطعيمات متناسين في الوقت نفسه أن الحصبة قد أصابت أيضا الأطفال والكبار المطعمين بالكامل ضد الحصبة. رابط الخبر
وعوضا عن الاستدلال المنطقي أن مطعوم الحصبة لا يوافر حماية لمتلقيه ويُعدّ فاشلاً في الوقاية من الحصبة بدأت حملة إعلامية شرسة ضد الغير مطعمين والذين لا تتجاوز نسبتهم ١٠ ٪ في المجتمع الأمريكي ضمن مجموعة خطوات تدعو لسحب إعفاءات التطعيم التي كانت ممنوحة للأهالي ضمن قوانين الولايات الأمريكية والعودة للتطعيم القسري بقوة القانون.
الجدير بالذكر هنا أن بريطانيا الدولة صاحبة أول اختراع للتطعيم والأولى في فرض التطعيم القسري على مواطنيها كانت قد تخلت عن التطعيم القسري بإصدار قانون عام للصحة عام ١٩٤٦ يشرعن اختيارية التطعيم للمواطنين والمقيمين.
هذه الخطوة في بريطانيا سبقتها تعليقٌ لقانون التطعيم القسري في مقاطعة ليستر عام ١٨٨٥ عقب مواجهات حادة قام بها الأهالي ضد الحكومة المحلية وقتها لاقتناعهم يأن التطعيم المتكرر والذي تسبب بموت وإمراض أفراد عائلاتهم طوال ٣٠ عاما الماضية كان دليلا كافيا ليثبت أن التطعيم لم يحمى أيا منهم ضد الأوبئة متكررة الحدوث آنذاك.