بقلم فاطمة عيسى
لقاح الثلاثي DPT -وهو مطعوم الدفتيريا والكزاز والسعال الديكي مدمجين – كان سبباً للإصابة بالشلل الدماغي للرضيع داني ألجير قبل ٣٧ عاما عند تلقيه الجرعة في عمر الأربعة أشهر كما كان موصيا به في جدول التطعيم الأمريكي. في عام ٢٠١٤ توفى داني بعد معاناة لا نريد لأحدنا أن يعايشها مع فلذة كبده.
من الحقائق هنا أن داني تلقى لقاحا لا يعالج داءًا وتلقى لقاحا لمرضٍ لم يكن يهدده أصلًا وكانت إصابته من المطعوم هي الدليل على أن اللقاحات ليست آمنة.
إيريك براين الذي ولد طفلا سعيدا انقلبت طفولته مرضا وتشنجات لدى تلقيه المطعوم عند عمر الستة شهور. المتناقض أن الأطباء في المشفى أنكروا أي رابط للتطعيم بحالته الصحية المتدهورة واستمروا بتوصية الأهل بضرورة تلقيه الجرعات التالية التي أدت إلى تشنجات مرضية تجاوزت الثمانين في يوم واحد. إثنان وعشرون عاما قضاها إيريك في ألم متواصل إلى أن توفى تاركا وراءه عائلة مستنزفة متألمة.
نشر والده قصته على الشابكة حتى يعلم الناس كيف أن مطعوما قد يحيل طفلا طبيعيا إلى معاق في وقت أقصر مما يتخيله أحد، وقد يستغرق الطبيب ثمان سنوات قبل أن يستخلص أن المطعوم هو السبب وأن إيريك كان ذاك الواحد في المليون من كثيرين ممن تلف دماغهم بسبب سمية المطعوم.
ذات المطعوم تسبب بإصابة الرضيع عثمان بالتهاب دماغ وشلل وارتخاء عضلات تام عند تلقيه الجرعة عام ٢٠٠٨ بعد أكثر من ١٥ عاما من منع استخدامه في الولايات المتحدة لأضراره الفادحة على الرضع. الصغير عثمان لا يزال إلى يومنا هذا يعاني من التشجنات وتعقيدات تستلزم مراقبة طبية متواصلة.
طبيب الأطفال في غزة د. أحمد شاهين وهو والد الطفل عثمان أصر بكل شجاعة أن يوصل للعالم العربي حقائق عن خطر المطعوم الثلاثي ونشر مقطعا مفصلا عن إصابة ابنه.
إن تعويضات محكمة اللقاح الأمريكية التي تجعل الأهالي ربما يصمتون عن كارثتهم ويمضون يعالجون أحبتهم لا تفي بأقل الأعباء التي تحملها هكذا إصابة على العائلة ككل. لكن في عالمنا العربي لا زالت أضرار تلقي اللقاحات غير مُعرّفة في أي من قواميس الحكومات أو الهيئات الطبية، وبالتالي لا زالت التعويضات عن هكذا أضرار من المستحيلات.
المؤسسة لمركز المعلومات الوطني عن اللقاحات السيدة بربارا فيشر – وهي أم تضرر طفلها من مطعوم DPT أيضا – ذكرت في كتابها Shot in the Dark معلومة جد مهمة عن تصنيع مطعوم الثلاثي وهو أن ما نسبته ١٥-٢٠٪ من دفعات اللقاحات المصنعة كانت ترفضه هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA ، وذلك بعد تصنيعه وإجازته من الشركة الصانعة. وهذا النسبة مرتفعة كما تعد علامة صارخة على خطورة المطعوم المصنع.
لك أن تتساءل هنا إن كانت دفعات مطعوم الثلاثي -أو غيرها مما يستحدث والتي تصل عالمنا العربي -تخضع لأي فحوص تنفي عنها السمية المرتفعة أو تؤكد حتى فعاليتها في الوقاية من الأمراض. ولك أن تتساءل أن كانت حالات الشلل الدماغي التي تصيب الرضع في عالمنا العربي نتيجة مباشرة لتلقي لقاحات لم تختبر قط سلامتها.
ماذا ننتظر ومتى نستمع؟!
المصادر:
http://www.ageofautism.com/2014/05/rip-danny-alger-vaccines-injury-autism-and-a-1977-court-compensation.html
Eric’s Story
http://www.nvic.org/resource-center/books/books-about-vaccination.aspx