مقطع اللقاء:
إليكم الترجمة الحرفية:
يقول الطبيب Andrew Kaufman:
لقد كنتُ أتحدث كثيراً في الفترة الأخيرة عن هذا الوباء الفيروسي، وقد تعلمتُ مؤخراً عدة أشياء ساعدتني على تطوير نظرتي ونظريتي، وأنا أعتقد أنني أصبحت أعلم حقاً ماذا يجري هنا.. ولذلك أود تقديم هذه المعلومات للجميع.
أولاً أريد من الكل معرفة أنني طبيب بشري مرخص، أحمل بورد في علوم النفس وعملت سابقاً في أمراض الدم والأورام، ودرست البيولوجيا والأجهزة الطبية المتقدمة.. لذلك أعتقد أنني كفؤ للكلام عن هذا الموضوع.
أريد شكر بعض الناس على مساعدتهم وعلى كونهم إلهاماً لي في عملي، وهم مذكورون في الصورة أعلاه.. خاصة الطبيب Thomas S. Cowan وهو طبيب متحدث جيد عن هذه القضية.. دعونا نبدأ الآن…
هذه الصورة من مدينة ووهان الصينية، وهي لسوق حر للمأكولات البحرية والحيوانية، حيث حدثت هناك أولى إصابات الكورونا كوفيد-19.. وكما نرى في الصورة هناك أجزاء من اللحوم وأعضاء الحيوانات مرمية على الأرض للبيع..
وفي هذه الصورة الثانية من نفس السوق، نرى انعدام شروط النظافة.. حيوانات حية مع حيوانات ميتة، أجساد مقطعة ودم وسوائل تختلط في كل مكان.. بالتأكيد من المستحيل أن أشتري طعامي من مكان كهذا.. ولكن بالطبع هو سوق كبير ومزدحم بالناس.
إذا كان أمامنا حالة بدأ فيها 200 شخص يصاب بمرض من نوع غريب من ذات الرئة (التهاب رئوي حاد) في ذلك السوق، وكثير منهم كانوا بائعين هناك وزبائن… أريد أن أسأل الحضور: إذا سمعتم بهذه المعلومات عن السوق وعن الحادثة، فماذا ستكون أول فكرة ترجحون أنها سبب المرض الغامض؟
أ- مرض وراثي جديد (مثل التليف الكيسي)
ب- فيروس جديد
سي- مرض مناعة ذاتية
د- طعام بحري أو حيواني سيء (تسمم من لحوم ملوثة)
أعتقد أن معظمكم يوافق بأن أول فكرة ستخطر على باله حسب المعطيات هي الاحتمال الأخير: طعام سيء ملوث.. وهذا هو ما يجب البحث فيه عن السبب.
ولكن العلماء في الصين لم يوافقوا على ذلك، لم ينظروا في هذا الاحتمال مطلقاً.. بدلاً من ذلك، قفزوا فوراً للبحث عن إمكانية ظهور فيروس جديد.. وهذه الفقرة في الصورة أعلاه مأخوذة من مجموعة علماء صينيين زعموا أنهم تعرفوا على الفيروس كورونا كوفيد-19 لأول مرة:
“تم الجزم بأن المرض هو ذات رئة ناتج عن فيروس، من قِبل أطباء سريريين اعتماداً على العوارض السريرية التي تتضمن: حمى أو ارتفاع حرارة الجسم، انخفاض عدد الكريات البيضاء والخلايا اللمفاوية، احتقان وتراكم السوائل في الرئتين (تظهر عبر أشعة اكس)، وعدم تحسن المريض بعد أخذه المضادات الحيوية مدة ثلاثة أيام.. ويبدو أن معظم الحالات الأولى المصابة لديها تاريخ زيارة أو تواصل مع سوق اللحوم المذكور”
يظهر أن أولئك العلماء كانوا مستعدين منذ البداية للوم الفيروس فورياً…
وماذا فعل العلماء لإثبات أن فيروساً سبّب ذلك المرض؟؟
لقد أخذوا فقط 7 مرضى من أصل 200 مريض، أدخلوا كاميرا دقيقة للتنظير في رئتهم، حقنوا قليلاً من السائل هناك ثم حركوه، وجمعوا المتاح من البقايا والخلايا والمواد الكيميائية في الرئة، ثم سحبوا السائل.. كما أنهم أخذوا عينات من سوائل الجسم الأخرى مثل الدم ولطخات فموية وأنفية.. لكن سوائل الرئة هي المكان الذي وجدوا فيه ما كانوا يبحثون عنه.
بعد أخذ السائل، لم يحاولوا في البداية إيجاد فيروس هناك ثم عزله وتنقيته.. بل كان أول شيء فعلوه هو إيجاد وعزل بعض المواد الوراثية من العينات… والذي وجدوه هو بعض الRNA..
أريد إخباركم أنه في أجسادنا وفي كل الأوقات هناك مواد وراثية حرة تتجول في الدم وسوائل الجسم.. بالإضافة لذلك هناك مواد وراثية محتواة في بنى متعددة، مثل الحويصلات الخلوية (أكياس صغيرة جداً من السوائل تحوي أحياناً مواد وراثية)، وهناك أيضاً الجراثيم العادية التي تعيش داخل أجسادنا بما فيها الرئة ولديها موادها الوراثية الخاصة بها.. أي هناك دوماً مصادر متعددة للمواد الوراثية الحرة.
عندما وجد العلماء مواد وراثية في سوائل الرئة، قاموا بتحديد التتالي المورثي لها (تسلسل الكود) ثم ركضوا مسرعين لتطوير تحليل للتشخيص.. وهذا هو تحليل PCR الذي سأتحدث عنه بالتفصيل بعد قليل.
بكلمات أخرى، قبل أن يقوموا بإثبات وجود أي شيء، قاموا فوراً بتطوير التحليل.. لماذا لم يقوموا بعزل وتنقية الفيروس أولاً؟ وكيف عرفوا ما هو مصدر تلك المواد الوراثية؟؟
اكتشفتُ هنا بينما كنت أبحث في قضية أخرى ذات صلة، هذه الدراسة التي تمت في الصيف الماضي.. وهي كانت أيضاً تحاول تطوير تحليل تشخيصي ولكنه لمرض لسرطان الرئة.. بشكل أساسي، استعملوا بالضبط نفس الخطوات: سائل من الرئة بواسطة التنظير، عزل مواد وراثية، دراسة تسلسل الكود الوراثي، واعتبار أن هذا الكود هو علامة حيوية Biomarker محتملة وأن هذا التحليل قد يكشف عن سرطان الرئة.
أعتقد أن هذا مثير للاهتمام، ومن محض الصدفة أن نفس خطوات ذلك الإجراء لكشف سرطان الرئة تم تكرارها لكشف هذا الوباء الحديث من ذات الرئة.
دعونا الآن ننظر للتفاصيل الدقيقة في هذا التحليل… COVID-19 RT-PCR
Reverse Transcription – Polymerase Chain Reaction
RT تشير أيضاً إلى فحص وتضخيم RNA (وليس DNA)
أهم النقاط حول هذا التحليل…أولاً أنه لا يكشف في الحقيقة الفيروس ذاته، بل يكشف سلسلة RNA… هذه السلسلة من RNA قد تكون موجودة في فيروس، أو في أشياء أخرى… وسأعطيكم مثالاً عبر قصة بسيطة:
لدينا شخص نريد معرفته وتحديد مكانه… لنقل مثلاً أن “جون” سوف نرسله بين حشود الناس في ملعب بيسبول ونريد معرفة مكانه.. لكننا لن نبحث عن صورة وجه جون ولا أي جزء من جسده الحقيقي، بل بدلاً من ذلك سنستعمل علامة معزولة مثل تلك المستعملة في تحليل PCR.. لذلك سنقوم بوضع قبعة مميزة (تختلف عن قبعات الناس العادية وقبعات اللاعبين).. ستكون قبعة مميزة بيضاء وعليها خطوط زرقاء نضعها على رأسه ثم نرسله ليختلط بين الناس والمتفرجين.. ونشكل فريقاً من 10 أشخاص نرسلهم هناك لإيجاد تلك القبعة المميزة وملاقاة جون.
بعد وصولهم وبحثهم، نجد أنهم وجدوا 6 أشخاص يحملون نفس القبعة.. وهنا نذهب لنتأكد إذا كان جون هو واحد من أولئك ال6.. لكن نتفاجأ أن جون ليس موجوداً بينهم أبداً.. لأن جون ظهر أنه لا يحب ارتداء القبعة، لذلك حالما وصل للملعب أعطى قبعته لأحد الأطفال التي أعجب بها… وهذا يفسر أننا وجدنا 6 أشخاص ليس أي منهم جون.
أنتم تشاهدون أنكم عندما تبحثون عن شيء ليس هو بالضبط ما تبحثون عنه، ولكن شيء متعلق بذلك الشيء، فعليكم الفهم الكامل للعلاقة بين الشيء المطلوب والشيء الذي تبحثون عنه… بكلمات أخرى، كان علينا سؤال جون: هل كنتَ سعيداً بارتداء القبعة طوال فترة بقائك في الملعب؟ وعلينا أيضاً معرفة إمكانية شراء بقية الناس لنفس النوع واللون من القبعات، أم أن القبعة فريدة من نوعها؟ يمكنكم رؤية أن هذا قد يكون مضللاً جداً وسيقود إلى كثير من النتائج الخاطئة الوهمية باستعمال هذا الأسلوب وهذه الطريقة.
لأجل تصحيح ذلك، لقد تم تعليمنا مبدأ معين في الكليات الطبية، وهو أنك إذا أردتَ تقييم تحليل جديد: عليك أولاً مقارنته بالمعيار الذهبي Gold Standard وهكذا ستعرف ما إذا كان التحليل صالح أم خاطئ… بالنسبة لهذا التحليل للكوفيد-19 لم يكن هناك أي معيار ذهبي ولا مقارنة بأي معيار آخر، لأن فيروس كوفيد-19 المزعوم لم يتم حتى الآن عزله وتنقيته وتصويره فعلياً.. بكلمات أخرى، إذا جمعنا أشخاصاً مصابين بهذا الوباء من ذات الرئة، وأخذنا السائل من رئتهم، ومنه قمنا بتنقية وعزل جزئيات فيروسية يمكن التعرف عليها.. وبمجرد عزلها يمكننا مباشرة أخذ المواد الوراثية من الجزيئات التي نعلم بالضبط من أين أتت، نعرف حتماً أنها لم تأتي من أي مكان آخر لأنه لدينا الآن عينة نقية تحتوي فقط على هذه الجزئيات الفيروسية… عندها فقط سنحصل على معيار ذهبي للقياس.
لذلك، الطريقة لإجراء التحقق من تحليل PCR تتضمن تطبيقه على مجموعة من المرضى، بينما يكون عندك مجموعة أخرى شاهدة من أشخاص سليمين، وتطبيق اختبار المعيار الذهبي لتقدر على تحديد الفيروس من جسد كل شخص، ثم تقارن نتائج PCR مع المعيار الذهبي الثابت. وذلك شيء جوهري حاسم لأنه سيمكّنك من تقدير أو حساب نسبة الخطأ، لأنه لا يوجد أي تحليل دقيق ومثالي 100%.
ومن الهام جداً أيضاً أن يكون لديك تلك المجموعة الشاهدة من الأشخاص (لأنه لن يكون لديهم الفيروس مطلقاً) ويجب أن تكون نتيجة تحليل PCR عندهم سلبية.. هذا مهم جداً لمعرفة نسبة الخطأ في التحليل.
أحد الأخطاء التي تهمنا كثيراً في هذا التحليل الشائع حالياً، هو أنه لا نريد أن تساء تسميتنا واعتبارنا حالات تحليل إيجابية حاملة للفيروس المزعوم فنخاطر بإمكانية حجرنا الصحي أو حتى اعتقالنا… نريد فعلاً معرفة دقة الاختبار.
لقد صدرت مؤخراً ورقة بحثية عن هذا التحليل، حيث قدّروا نسبة الخطأ في النتائج الإيجابية للتحاليل بأنها تصل إلى 80%.. (نسبة وليس عدد لأنه لا يوجد معيار ذهبي يقيسون عليه).
أي 80% من التحاليل تكون إيجابية لأشخاص ليس عندهم أي عدوى أو عوارض!
هذا يعني، دعنا نقل أنك تسافر، أو تعاملتَ مع شخص لديه تحليل إيجابي مثلاً وتريد فحص نفسك من الفيروس، أو طلبوا منك فحص نفسك: سيكون هناك 4 تحاليل إيجابية من بين كل 5 تحاليل ستقوم بها!! بينما أنت في الحقيقة غير مصاب وغير مريض… هذا قد يكون مشكلة كبيرة حقيقية لأنه سيعطي نتائج ضخمة مبالغ بها لعدد الإصابات، وبالتالي الكثير من العواقب لك استناداً على حالة الحجر الصحي المنتشرة حالياً.
لنتحدث أكثر وبشكل عام عن ماهية تحاليل PCR… لأن هناك في الواقع أخطاء إضافية أكثر من الذي ذكرته أعلاه.
إن ما يقوم به هذا التحليل هو باختصار عملية “التضخيم”.. السبب في لزوم ذلك هو أننا نبحث عن إبرة في كومة قش.. يمكننا إيجاد عدد قليل فقط من نسخ تلك المورثات.. وإذا لم يكن هناك سوى عدد قليل فلن نقدر على كشفها من بين كل تلك المواد والمورثات في ذلك السائل المأخوذ من الرئة..
التحليل يقوم بتفاعل معين يضاعف سلسلة RNA فيصنع نسخاً منها.. من نسخة يصنع نسختين وهكذا.. كل دورة من التفاعل تضاعف العدد..2..4..8..16..إلخ. وهذا تزايد أسي تصاعدي كبير.. إذا لاحظتَ المنحنى الأسود في الصورة أعلاه، ستجد أن هذا ما يمثله النسخ المضاعف.
بشكل عام عندما نستعمل هذا الاختبار، نقوم بتكرار النسخ ما بين 25 إلى 35 دورة لكي نحصل على تضخيم كافي يتيح رؤية ما نبحث عنه… إذا زادت الدورات أكثر من ذلك، سنحصل بالنهاية على تضخيم للتشويش أو الضجة أيضاً.. في العادة أعلى عدد مسموح للدورات هو 45 وهذا هو نفس العدد المقترح بالضبط للكشف عن PCR-COVID-19… في أعلى الصورة المربع الأحمر هو الحد الأعلى للتضخيم.
أريد مشاركتكم بهذا الاقتباس من مقال آخر عن تحليل PCR وهو يقول:
“إن ما يقوم به تحليل PCR هو اختيار تتالي وراثي معين، ثم تضخيمه بشكل هائل.. يستطيع بذلك إنجاز مهمة إيجاد الإبرة في كومة قش.. وهو مثل الأنتيل الهوائي اللاقط المضخم للترددات الكهرطيسية (مثل الراديو) يقوم التحليل بتضخيم كبير للإشارة المطلوبة ولكنه أيضاً يضخم بشدة الضجيج والتشويش.. ونظراً لأن التضخيم يتزايد أسياً، فإن أدنى خطأ في القياسات، أو أدنى مقدار من التلوث، قد يعطي نتائجاً خاطئة بشكل كبير جداً”.
لذلك PCR ليس تحليلاً دقيقاً على الإطلاق.. خصوصاً عندما نزيد عدد دورات التضخيم لنحصل على تضخيم كبير جداً… أدنى خطأ سيؤدي إلى تحليل إيجابي وهمي خاطئ.. وأعتقد أن هذا ما نراه الآن.
Exosomes
ننتقل الآن إلى موضوع مختلف قليلاً… سنتحدث عن شيء معظمكم لم يسمع به أبداً من قبل، وهو إكسوزومز… سنتحدث عن ماهيتها وعن أهميتها في هذا النقاش.
إكسوزومز هي أشياء تحدث طبيعياً في الجسم، كما تشاهدون في هذه الصورة التوضيحية أعلاه، فوق لليمين هناك خلية عادية وداخلها هناك هذه الحويصلات.. داخل الخلايا هناك عدة عضيّات مختلفة وهي عادة تتضمن غشاء ولها أشكال مختلفة، لكن معظمها يأخذ شكل كروي له نفس الغشاء الخلوي للخلية الأصل (غشاء فوسفوليبيدي) وقد تحتوي على أنواع مختلفة من المواد الكيميائية.. في الصورة نرى نوعاً محدداً من الحويصلات التي سينتهي بها المطاف بالاندماج مع غشاء الخلية من الداخل في ظروف محددة، فتحرر هذه الجزيئات التي اسمها إكسوزومز إلى السائل ما بين الخلايا ويتم دورانها في سوائل الجسم عموماً.
عندما تكون هذه الحويصلات داخل الخلية فهي تحمل اسم MVE = Multi Vesicular Endosome وهي تحوي حفنة من إكسوزومز داخلها.. وتقوم يومياً وبانتظام بتحريرها خارج الخلية… وهناك عدة أمور قد تحرض هذه العملية من التحرير وتسرعها فتزيد عدد إكسوزومز الخارجة من الخلايا.
إذن، تغادر إكسوزومز من الخلايا.. وكما تشاهدون أن كل منها يحمل مربعاً صغيراً، هذه المربعات تشبه “القفل”، وما تفعله إكسوزومز هو التجول في الجسم مع السوائل باحثة عن “المفتاح” المناسب لكي ترتبط به، وهو الخلية الهدف.. واعتماداً على نوع الخلية المحررة لها، سيكون لها أقفال ومفاتيح مختلفة، وبالتالي تستهدف أجزاء متنوعة من الجسم…. ويُعتقد أن لها دور كبير في التواصل بين الخلايا وبين أجزاء الجسم، وتؤدي عدة وظائف ضمن ذلك التواصل.
في هذه الصورة نرى لليسار صورة مجهر إلكتروني لـ إكسوزومز حيث نشاهدها تخرج من الخلية ولها شكل كروي (نشاهد هنا مقطع في الخلية) وعلى محيطه هناك نقاط كثيفة متوزعة.. وداخل الخلية هناك MVE وهي إكسوزومز داخل الخلية أي قبل خروجها منها…. في الصورة إلى اليمين التي تزعم أنها تُظهر فيروس كوفيد-19، نرى نفس الشكل الكروي ونفس النقاط الكثيفة المتوزعة على محيطه وهو يخرج من الخلية.. إنهما بالأساس الشيء ذاته.
(قد تفكر أن صورة إكسوزومز لليسار مشوشة ولا تبدو مطابقة تماماً للكوفيد-19 الواضح، أقول لك أن السبب هو عندما تحضر المقاطع الدقيقة لأجل صور المجهر الإلكتروني وتستعمل شفرة جهاز الميكروتوم المهتزة، من الصعب تقنياً الحصول على نفس السماكة والوضوح، ذلك يختلف حسب نوع النسيج وخبرة الشخص والآلة ولن تحصل على شريحة مثالية في كل مرة… الصورة اليسرى هي مقطع أسمك قليلاً فحسب)
أريد هنا عرض نفس المقارنة عن مشاهدات ضمن الخلية المضيفة: للأسفل واليسار هناك خلية مصابة بالكوفيد-19 ونشاهد داخل الحويصلة جزيئات الفيروس المزعوم موزعة داخلها… مجدداً شكل كروي مع كريات صغيرة… في الأعلى واليمين هناك خلية عصبية ونشاهد MVE وحفنة من إكسوزومز ونشاهد أيضاً شكل كروي ممتلئ بكريات صغيرة… نفس الشكل ونفس القياسات، كلاهما حوالي 500 نانومتر.
بهذا عرضتُ لكم مقارنة بالصور المجهرية للفيروس والإكسوزومز خارج الخلية، وصور الفيروس وMVE داخل الخلية، ويمكنكم رؤية التطابق الشكلي.
هنا نرى بعض المقاييس الفيزيائية والكيميائية في مقارنتنا: كل من كوفيد-19 وإكسوزومز لهما نفس القياس سواء كانا داخل الخلية أم خارجها… أيضاً، المستقبلات أو فكرة “القفل والمفتاح” المذكورة سابقاً… قالوا في الأبحاث عن كوفيد-19 أن سطحه يحمل المستقبل الحيوي ACE-2 (ACE-2 هو محوّل أنزيمي، أي أنزيم داخل جسمنا وإحدى وظائفه هي التعاون مع الكلى لتنظيم ضغط الدم، وهناك أدوية للضغط تثبط هذا الأنزيم)… لكنهم في ذلك البحث قالوا أن هذا المستقبل ACE-2 يدل على آلية غزو الفيروس للخلية… ولكننا وجدنا بحثاً عن إكسوزومز التي تأتي من خلايا جسمنا وهي أيضاً تحمل نفس المستقبل بالضبط كآلية قفل ومفتاح لإيجاد الخلية الهدف.
إذن كوفيد-19 وإكسوزومز لهما نفس المستقبل على السطح وتستهدف نفس الخلايا تماماً..
وكلاهما يحتوي مادة وراثية وكلاهما فيه RNA … وكلا البنيتين تتواجدان في سوائل الرئة (فحص سرطان الرئة الذي عرضناه مسبقاً قد وجد إكسوزومز في ذلك السائل، ونفس السائل أظهر كوفيد-19 المزعوم)..
تستطيعون رؤية أنه كلما تعمقنا بهذه المقارنات أكثر سنلاحظ أنهما شيء واحد تماماً….
وجدت في المعلومات البحثية عن الفيروسات، أن العلماء هنا أيضاً يرجحون أن الفيروسات وإكسوزومز هي شيء واحد… الصورة هي للطبيب اللامع James Hildreth وهو الرئيس والمدير التنفيذي لجامعة Meharry الطبية وبروفيسور سابق في جونز هوبكنز، وبروفيسور في أبحاث HIV
وما قاله في هذا الموضوع هو: “الفيروس ليس إلا إكسوزومز بكل معنى الكلمة“.
هذا تأكيد تام للذي كنتُ أفكر به، وقد صُعقت جداً عندما قرأت كلمته تلك.. لأن تلك كانت آخر الأوراق العلمية الني كنت أبحث بها وأجمعها قبل هذه المحاضرة!
إذن ما هي الأمور التي تجعلنا ننتج المزيد من هذه الإكسوزومز ونطرحها في سوائل الجسم؟؟؟
ظهر أنه تقريباً أي شيء يسيء للجسم سيسبب حدوث تلك العملية:
1- المواد السامة (وقد وجدتُ عدة أبحاث حول هذا، مثل السموم البيئية كالمعادن الثقيلة كالزرنيخ، الكيماويات العضوية السامة، سموم الجراثيم) يحتمل أن للإكسوزومز دور في التواصل ودور في إزالة المواد السامة التي تدمر خلايانا.
2- من المثير هنا أن التوتر النفسي (بما فيه الخوف الذي يعاني منه كثيراً الناس في هذه الأيام عبر العالم) أيضاً يسبب تحرير إكسوزومز.. تستطيعون رؤية كيف لهذا أن يسبب نتائج إيجابية مزيفة في التحليل.
3- السرطانات (مثال سرطان الرئة يُظهر كثيراً من إكسوزومز).
4- الأشعة المؤينة (مثل أشعة إكس المستعملة لتصوير الصدر).
5- العدوى.
6- الأذيات الجسدية.
7- أي رد فعل مناعي للجسم.
8- الربو.
9- كثير من الأبحاث تقول أن إكسوزومز يتم تحريض تحريرها عند الإصابة بالأمراض عموماً دون تحديد مرض معين.
10- الترددات الكهرطيسية (مثل 5جي) لم أستطع إيجاد بحث للآن أنها تسبب زيادة طرح إكسوزومز، ولكني أناشد الباحثين في هذا المجال بإجراء التجارب وسيكون هذا مساهمة رائعة للعلوم الطبية حول إكسوزومز وترددات المايكروويف.
سأتحدث الآن عن الورقة العلمية الثانية عن كوفيد-19.. فهذا يساعدنا على دمج فكرتي كوفيد-19 وإكسوزومز والتأكد أنهما شيء واحد… هذه الصورة أعلاه هي أيضاً من علماء في الصين نشرتها New England Journal of Medicine ولديهم بروتوكول فحص مختلف قليلاً.. لكنه في الأساس يشبه التحليل السابق: قاموا باستخراج سائل من الرئة، ثم وضعوه في الطرد المركزي وأخذوا السائل فقط (دون الخلايا المضيفة أو الجراثيم المترسبة) مفترضين أنه إذا كان هناك فيروسات فستكون ضمن ذلك السائل، لكنهم لم يقوموا بمحاولة عزل الفيروس من السائل، بدلاً من ذلك خلطوه مع خلايا من شخص مصاب بسرطان الرئة وخضوها سوية (تذكرون أنني قلت لكم سابقاً أن خلايا سرطان الرئة تطلق إكسوزومز).. بعد الحضن وتنقية الجزيئات من السائل وفحصها تحت المجهر الالكتروني، هل كانوا يشاهدون جزيئات فيروسية أم إكسوزومز؟؟ في الصورة أعلاه هناك صورتان إحداها هي للفيروس المزعوم من ذلك البحث والأخرى هي إكسوزومز.. هل يمكنك ملاحظة أي فرق بينهما؟؟
هذه صورة مجهر إلكتروني أخرى ولكن تم تلوينها بعد التصوير لتوضيح المكونات… (هذه تختلف تماماً عن الصور التافهة للفيروسات التي يرسمها الفنانون على برامج الحاسوب المجسمة).. نشاهد هنا وظيفة إكسوزومز في كونها تزيل السموم.. نشاهد للأعلى واليمين كتل خضراء كبيرة هي جراثيم، النقاط البنفسجية الصغيرة هي سموم ناتجة عن الجراثيم وإذا تم السماح لها بملامسة غشاء الخلية ستصنع ثقوباً فيه فتخرج منها مكونات الخلية وتموت.. ما يحدث هنا هو أن الخلية تطلق إكسوزومز وهي ملونة بالأصفر حالما تدرك وجود سموم الجراثيم، ونلاحظ أنها تنتج من مركز الخلية إلى خارجها، وهي تقوم بابتلاع جزيئات السموم الصغيرة…. في هذه التجربة، وجدوا عند خلط الجراثيم مع الخلايا: إذا أطلقت الخلايا إكسوزومز التي تقوم بالتهام السموم، ستبقى الخلايا على قيد الحياة… أما إذا لم تنتج الخلايا إكسوزومز فستموت… تم إجراء ذلك طبعاً في طبق بتري في المخبر وليس في الجسم.. لكن التجربة تؤكد بوضوح أن إكسوزومز تساعد في تنظيف تلك السموم الجرثومية لكي لا تدمر أنسجتنا.. وهذه وظيفة هامة جداً.
دعونا نلقي الآن نظرة سريعة على تقارير حديثة تقول أن الناس المرضى بالوباء المزعوم حصلوا على شفاء سريع عبر هذين العلاجين الغير تقليديين.. أقصد أن هذين الدوائين لا يتم بالعادة استعمالهما في الطب التقليدي لعلاج “إصابة فيروسية”.. لكن هناك حالات شفاء مؤكدة من أميركا بأن طبيباً عالج مئات المرضى بنجاح عبر مركب هيدروكسي كلوروكوين عندما رافقه مع مكمل الزنك.. الآن، هيدروكسي كلوروكوين هو بالأساس دواء للملاريا، لكنه يستعمل في أميركا بشكل رئيسي لأمراض مثل التهاب المفاصل الروماتيدي والذئبة الحمامية، وليس معروفاً أبداً آلية عمله في تلك الأمراض.. (وبالنسبة لخبرتي هذا الدواء لا ينفع لتلك الأمراض مطلقاً، وله آثار جانبية).. ولكن هناك بعض الأبحاث عن آلية عمل هذا الدواء.. ووجدتُ شيئاً مثيراً عنه بأن دراسات أظهرت أن الدواء يحرر أنزيمات Lysozomal داخل الخلايا لهضم السموم.. Lysozomes هي بالأساس مكب النفايات داخل الخلايا.. إنها مجدداً إحدى تلك الأكياس أو الحويصلات وفيه كل تلك الأنزيمات الهاضمة لكل شيء، مثلما يحدث في معدتك عندما تهضم الطعام.. أيّ نفايات أو بقايا لم تعد تعمل، مثل البروتينات المتخربة أو DNA منسوخ خطأ وغيرها يتم إرسالها إلى Lysozomes لتدميرها وإعادة تدويرها إلى المكونات الأساسية البسيطة لإعادة تصنيع جزيئات جديدة منها.. في حالة هذا الدواء هيدروكسي كلوروكوين فإن ما يقوم بفعله هو تحرير هذه الأنزيمات من مخازنها ضمن الخلية وإلى داخل سيتوبلازما الخلية، وهذا قد يكون مدمر بقوة للخلية ذاتها.. ولكن إذا كانت الخلية متسممة بمواد معينة، فتلك الأنزيمات ستساعد بتحطيم السموم ونجاة الخلية.. أعتقد لذلك ساعد الدواء أولئك المرضى.
المادة الثانية هي فيتامين سي.. الذي ظهر عنه تقارير خصوصاً من الصين بأن جرعاً كبيرة منه ناجحة جداً في العلاج.. كثير من الناس يعتقد أن فيتامين سي يعالج الجسم عبر “تقوية جهاز المناعة”.. نعم له بعض التأثيرات على تنظيم عمليات المناعة لكن لا أعتقد أن ذلك هو سبب فعاليته في علاج هذه الحالات.. في رأيي، إنها الخاصية المضادة للأكسدة لفيتامين سي واحتمال مساهمته في ترقيق كثافة الدم هو ما يساعد في هذه الحالات… عندما نتعرض لبعض السموم، كثيراً ما تسبب السموم ضغط أكسدة أو جذور حرة، ودائماً ننصح بأخذ مضادات الأكسدة وتناول بعض ثمار العنبيات وغيرها.. مضادات الأكسدة تلعب دور اسفنجة تمتص وتعدل تأثيرات الجذور الحرة وتحمينا منها.. الجذور الحرة تسبب تفاعلات سلسلية متوالية لا تنتهي لذلك تؤذي الخلايا بشدة فتموت.. فيتامين سي يوقف تلك التفاعلات ويحمي من أذية الخلايا.. برأيي هذه هي آلية عمل فتامين سي في علاج هذه الأمراض.
سأختصر الآن كل ما تحدثنا عنه لنعرف ماذا يجري اليوم… أعتقد أن الذي يجري، وكما كتبتُ عدة تقارير عنه هو التالي:
أولاً: لا يوجد درجة وبائية هائلة أو أعداد كبيرة من المرضى والوفيات.. أرقام الوفيات هي أقل بكثير من الوفيات السنوية في موسم الأنفلونزا العادية… ولكن بالتأكيد هناك بعض الناس الذين يمرضون.. والذي أعتقد أنه يسبب مرضهم هو نوع من الإساءات إلى الجسم، هو الذي يسبب الضرر، وردّ فعل الجسم تجاهه هو إنتاج إكسوزومز..
وعندما نقوم بإجراء التحاليل عن ذلك الفيروس المزعوم، فنحن في الواقع نكشف عن هذه الـ إكسوزومز، والتي تؤكد أن هناك عمليات ما خاطئة تجري في الجسم…
تحدثتُ عن الأشياء التي قد تسبب إنتاج إكسوزومز وأعتقد أنها هي بالأصل التي تسبب المرض: أنواع معينة من السموم.. بالتأكيد هناك كثير من حالات التهابات ذات الرئة تأتي من استنشاق الكيماويات والسموم والمعقمات… التوتر النفسي والخوف قد يكون السبب.. قد يكون المرض مجرد عدوى إنفلونزا عادية، أو ذات رئة تقليدية، والترددات الكهرطيسية قد تكون السبب.
حديثاً ظهرت كثير من أبراج شبكة الموبايل الجديدة 5جي في مجتمعاتنا.. وهناك دليل معروف بأن ترددات 5جي تؤذي صحتنا بما فيها تدمير DNA… وقد ظهر ذلك الدليل من مختبر Los Alamos National Laboratory.. عندما درسوا أثر أمواج المايكروويف والأمواج المستعملة في تصوير مسح الجسم في المطارات الحديثة Body Scanner..
وأعتقد من المرجح كثيراً أنه لا يوجد تعرض لمادة سامة واحدة فحسب.. بل ربما عدة مواد وعدة أسباب لهذا المرض المنتشر، حسب المناطق المختلفة، وحتى في نفس المنطقة تختلف الأسباب بين الأشخاص والأفراد، لذلك لا يمكن تعميم مادة محددة كسبب للمرض نفسه عند الجميع… ولكنها تسبب عوارض مشتركة في الجهاز التنفسي.
العوارض التي يتحدثون عنها لمرض كورونا المزعوم ليست مميزة ولا خاصة به مطلقاً.. بل هناك أكثر من 20 نوع مرض مختلف قد يسبب سعال مع ضيق نفس وحمى وتناقص الكريات البيضاء… لذلك قد يكون هناك عدة أسباب وعدة أمراض وراء الوباء المزعوم.. لكنني لا أرى أي دليل جازم على وجود أي فيروس وراءه..
وبالتأكيد يمكنكم رؤية أن إكسوزومز والفيروس المزعوم هما شيئين متشابهين لا يمكن أبداً التمييز بينهما..
إذن: هناك نوع ما من الإساءة للجسم أو السموم التي نتعرض لها، فتسبب هذا المرض.. وهذا يحرض خلاياك على إنتاج وتحرير إكسوزومز لأنها ستقوم بإيصال إشارات مهمة بين الخلايا والأعضاء للتعامل مع المشكلة، وجزء من التعامل معها هو قيام إكسوزومز بالتهام وامتصاص تلك السموم ليتم طرحها بأمان من جسمك وتتعافى.
إذن ما أقوله هو أن كوفيد-19 هو في الواقع إكسوزومز وليس فيروساً يقوم باحتلال جسمك من الخارج.. بل هو شيء طبيعي يأتي من داخل خلاياك لكي يساعدك، وهو رد فعل تجاه السبب الحقيقي للمرض.. إكسوزومز هو نتيجة وليس سبب للمرض.