كانت تجربة غير سارّة : طفلي الأول بعد شهره الثاني يعاني التهابا في الأمعاء، ثم طفلي الثاني وبعد ثلاث سنوات يعاني نفس الأعراض وعند نفس العمر على نحو مريب.
تكررت التجربة عند بعض المعارف والأقارب: الرضع يصابون بإسهال معوي ويشخصه الطبيب على أنه إصابة بالطفيليات -الأميبا تحديدا- رغم نفي الفحوص المخبرية لها واستبعاد هكذا تشخيص حيث أن أطفالنا حينها كانوا يرضعون طبيعيًا ولم يكونوا يستحمون في الترعة في تلك العمر الغضة على الأقل!
المُشاهد أن الأطباء في الوطن العربي يصفون علاجات مضادة للأميبا الرضع في عمر صغيرة رغم مخاطر تلك العقاقير على عمرهم الغض لاقتناعهم أن الأميبا هي المشتبه الأول والأخير حتى في حال النفي المخبري لها.
بعد البحث كانت المفاجأة لي أن السبب كان أقرب مما توقعت: لقاح التهاب كبد ب.
تحديدا إن بحثنا في النشرة الداخلية للقاح التهاب كبد ب تصنيع شركة ميرك بالاسم التجاري RECOMBIVAX HB® و المتوافرة على موقع هيئة الغذاء والدواء الأمريكية فإن الإسهال من التأثيرات الجانبية الملاحظة عند الأطفال الطبيعيين عقب تلقي اللقاح.
للصورة كاملة عن التأثيرات الجانبية ووفقا للنشرات الملحقة المجمعة لعدد من علامات تجارية مختلفة لذات التطعيم والتي لا يبدو أن الأطباء في وطننا العربي مطلعين عليها فأن الآثار الجانبية المحتملة لتلقيه هي كالتالي:
الإسهال ، التعب ، فقدان الشهية ، أمراض الجهاز التنفسي، الأرق، انخفاض ضغط الدم ، آلام في البطن، صلابة ، التهيج ، النعاس الشديد ، الإغماء، الحمى، والتورم، آلام المفاصل، آلام في الجسم، والتهابات الأذن، والتهابات الجهاز التنفسي العلوي، وعدوى الخميرة، الحساسية المفرطة ، والغثيان، والتقيؤ، الصدمة، التهاب العصب العضدي و تقطع التنفس لدى الخدج.
تعلق د. شيري تنبيني على الآثار الجانبية لمطعوم التهاب الكبد ب والتي يعاني منها الرضع في الولايات المتحدة حيث الأميبا ليست مشتبها تقليديا لدي الأطباء هناك:
الإشكال هنا هو أن لقاح التهاب الكبد ب ، يمكن أن يسبب الإسهال والقيء وعسر الهضم ( حرق أو آلام في المعدة وتقيؤ مستمر). وكجزء من وسائل التشخيص قد يمر الرضيع بفحوصات الأشعة السينية ويخضع لإجراءات مثل التنظير، ويتم إعطاؤه أدوية الكبار مثل برايلوزيك ® أو نيكسيوم ® لحل آلامه.
للأسف، لا يتم التعرف على عسر الهضم كأثر جانبي للقاح التهاب الكبد ب، لذا يعطى الرضيع جرعات إضافية من اللقاح والتي غالبا ما يضاعف من حالته.
في نظرة خاطفة على قاعدة البيانات العائدة لنظام تسجيل الردود العكسية للقاحات الأمريكية VAERS إلى تاريخ ٩-٢٠١٥ نجد أن ٤٣٦٢٦ ألف إبلاغ لرضيع دون عمر الستة أشهر تم تسجيلها تعود إلى لقاح التهاب كبد ب، منها ٢٦١٦٥ حالة صنفت كخطيرة أو مهدد للحياة أو تم إدخالها المستشفى، ناهيك عن تسجيل ٢١٣٠ وفاة رضيع أعقبت تلقي لقاح الكبد ب.
المعلوم أن لقاح التهاب كبد ب تم إدراجه على جدول التطعيم للرضع بعد الولادة مباشرة في بعض الدول العربية على الرغم من أن انقطاع النفس لدى الخدج من الآثار العكسية المبلغ عنها في المشفيات حيث الكادر الطبي شاهد عيان على الضرر حال حدوثه. هذه المراقبة الطبية لا يتمتع بها الرضع الطبيعين الذين يتلقون ذات اللقاح ويرسلون على الفور إلى بيوتهم بدون إبلاغ الأهل بالخطر المحتمل والذي يعد مقدمة للموت المفاجئ.
في الزيارة القادمة رجاء إسأل طبيبك عن النشرة الداخلية للتطعيم وعن الاحصائيات الرسمية للردود العكسية المسجلة للتطعيم وقارن – هل تجازف؟