حضرت بالأمس محاضرة اليوم عن الفيروس كورونا الجديد (سارس المعدل) وفيروس كورونا مكتشف منذ 1965 كأحد أسباب نزلات البرد والأنفلونزا ولكنه في عام 2003 ظهر في ثوب جديد في شرق آسيا بالذات في الصين باسم سارس والآن فى مايو 2013 يظهر بثوب أخر مرة أخرى باسم كورونا الجديد ومنتشر في دول الخليج وبعض الدول الأوروبية وغير موجود بالدول الفقيرة طبعا وغير موجود أيضا فى أمريكا أو إسرائيل كالعادة مع كل الفيروسات السابقة وبعد انتهاء المحاضرة سألت المحاضر هل له لقاح فقال حتى الآن لا قلت لأحد زملائي سيكتشف ويظهر اللقاح فى خلال شهرين أو ثلاثة مثل ما حدث مع أنفلونزا الخنازير فتعجب كيف عرفت ذلك ولكي نطمئن جميعا فالوقاية من الفيروسات بصفة عامة ميسور جدا بل هو بين أيدينا ويفعله كل مسلم ملتزم ولكن دعونا نؤجل هذا لآخر المقال ولنبدأ مقالنا هذا بإثارة بعض الملاحظات دون إبداء الرأي لنترك الاستنتاج مفتوحا للجميع.
أولا: يجب أن نعترف بأننا شعوب حسنة النية ونصدق كل ما يقال لنا تماما مثل ما يحدث من البعض فى مصر ويصدق كل ما يقال بالإعلام ولعلنا نعرف أن تجارة الدواء والأسلحة والمخدرات تتربع على القمة وبالتالي فإن مصانع الدواء والسلاح لن تتوقف عن العمل ولابد من إيجاد المستهلك فمثلا فى صناعة الموبيلات(التليفون المحمول) يتم تحديث المنتج كل بضع شهور للحفاظ على معدل الاستهلاك وبنفس المفهوم لابد ان يكون هناك تحديث للأمراض والحروب لضمان استهلاك الأدوية والأسلحة ومن المعروف ان هناك الأسلحة التقليدية وغير التقليدية ومنها السلاح الكيماوي والبيولوجي والنووي وأيضا هناك أسلحة لهدم المجتمعات من الداخل ثقافيا بالإعلام الفاسد واقتصاديا واجتماعيا بوسائل شتى.
ثانيا: يجب الاعتراف بأن لدينا قصور في الإمكانات العلمية والتقنية التي تجعلنا خلف الآخرين بخطوات فهم الذين يشخصون المرض وهم من يكتشفوا العلاج ودورنا ينحصر فى الشراء فمثلا عرفات مات مسموما ولم نعرف إلا بعد 12 سنة عندما قالوا لنا ذلك.
ثالثا: بكتريا إي كولي التي ظهرت في أوروبا قبل عام ونصف وألصقوها بالخضروات والحبوب المصرية وأجتمع الاتحاد الأوروبي على وجه السرعة تماما كما كانت المحكمة الدستورية عندنا تفعل وقرروا وقف استيراد الحبوب والخضروات من مصر ثم بعد ذلك كشف لنا علماء من الصين أن هذه البكتيريا غريبة وليست عادية وإنما مصنعة بالهندسة الجينية.
رابعا: عندما أعلنت الصين أن لديها أكبر احتياطي نقدي بالدولار في العالم فى سنة 2003 ظهر مرض السارس دخل إليها عن طريق الحيوانات التي يأكلونها مثل السنور ولقد خسرت الصين كثيرا حتى أنها أصبحت هي وسنغافورة تسير رحلات طيران مجانية لجذب الركاب ولو بالخسارة بعد أن خاف الناس حتى من ركوب طائراتها.
خامسا: عندما أعلنت مصر أنها تكتفي ذاتيا من الدواجن وتصدر للخارج ظهرت أنفلونزا الطيور الطبعة الأولى والثانية فى وقت متقارب وتحولنا الى مستوردين لا مصدرين وتم استهلاك عقار التاميفلو الذي ارتفع سعره جدا بعد أن كان لا يشترى وحققت شركة ميرك شارب التي تضم فى إدارتها دونالد رامسفيلد (وزير الدفاع الأمريكي الأسبق وذلك منذ عام 2001 وحتى عام 2006) أرباحا طائلة ونتذكر جميعا أن نفس الشركة سوقت من قبل لقاح الجمرة الخبيثة فى أعقاب حادث تفجير البرجين فى 11 سبتمبر أما أنفلونزا الخنازير التي لم يكن لها لقاح ولا علاج حتى وصل الرعب العالمي مداه وزاغت الأبصار طلعت علينا بعد شهرين شركة نوفارتس بالبشرى والأخبار السارة وهو اكتشاف اللقاح الذي يترقبه الجميع وأنتجت لقاحات ب6 مليار دولار.
سادسا: أوروبا أيضا أصابها من الحب جانب فلو رجعنا قليلا للماضي عندما توحدت أوروبا وبدأت فى مناطحة أمريكا وقامت المظاهرات المنددة بالعولمة ورفض الفلاحين بفرنسا الامتناع عن الزراعة حسب طلب أمريكا بأن يستوردوا منها الزيوت النباتية ولا يقوموا بزراعة محاصيلها هنالك أصاب أوروبا مرض جنون البقر وكسدت أسواق اللحوم وتأدبت أوروبا وتعلمت كيف تخاطب الكبار إذن هى فيروسات ذات أهداف سياسية واقتصادية تظهر فجأة وتختفي أيضا فجأة حسب الطلب وكأن هناك مفتاح تشغيل ومفتاح إغلاق .
سابعا: نلاحظ الآتي لا توجد حالات بالدول الفقيرة لأن اللقاحات والعلاجات مكلفة ولن تشترى ولا توجد أيضا حالة واحدة بإسرائيل ولا أمريكا ولو حتى عصفورا أو خفاشا دخل حدودهما بالخطأ وإن عدد الوفيات قليل ولا يتناسب مع الضجة الإعلامية ونذكر بأن عدد الوفيات فى حوادث السيارات يفوق بكثير عدد الوفيات فى كل ما أشرنا إليه آنفا وكان من الأولى ان تكون الضجة الإعلامية والاهتمام منصبا على حوادث السيارات وأيضا فإن ضحايا الحروب والنزاعات المسلحة وصلت أرقاما قياسية فلم نعد نسمع خبرا من العراق وغيرها إلا والقتل الجماعي يتصدر العناوين فأين الإعلام وأين الاهتمام الدولي.
نشر في ١٢ مايو ٢٠١٤ على الصفحة الرسمية لد. فيصل القاسم على الفيسبوك