ترجمة فهد بن محـمـد الفاضل تدقيق وإعداد فاطمة عيسى
ربما كنت محظوظًا بما يكفي لحضور مؤتمر مؤسسة ويستون برايس لعام 2016 في ألاباما حيث قدمت زميلتي لورا هيز محاضرتها. هيز ناشطة ضد اللقاحات أصيب ابنها (البالغ حاليا من العمر أربعة وعشرين عامًا) بانتكاسات صحية بالغة بسبب اللقاحات “الروتينية” في طفولته خلال مرحلة الرضاعة والحبو والطفولة المبكرة. بدأت هيز عرضها بعنوان اللقاحات: ما هناك لتكون مؤيدا لها؟ بتعريف سمة الطب الأخلاقي: الموافقة المسبقة والطوعية و المطّلعه تمامًا. وأوضحت كيف أن قوانين فرض التطعيم -مع توفر الإعفاءات أو بدونها- تنتهك هذه السمة المميزة للطب الأخلاقي، والتي يتم تضمينها في العديد من القواعد الأخلاقية الدولية، وقد وقعت الولايات المتحدة عليها جميعا.
كما تحدثت هيز عن الغياب الكامل لدراسات سلامة اللقاحات المناسبة والمُنفذة بشكل صحيح. وعلى الرغم من هذا الغياب، فقد وافقت إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية (FDA) بشكل خاطئ على عشرات اللقاحات على مدى عقود عديدة. كما أوصى بها مركز السيطرة على الأمراض CDC بإسلوب خاطىء. ومما زاد الطين بلة، هو أن جميع الولايات الخمسين لديها إما صلاحيات أو متطلبات لفرض اللقاحات على طلاب المدارس (على الرغم من أن بعض الولايات تقدم إعفاءات تستند على توجهات فلسفية أو دينية)، وغالبا أيضا على العاملين في الرعاية النهارية، استنادا إلى الموافقات الخاطئة والفاسدة من قبل FDA و CDC وتوصيات اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين ACIP، وكذلك عبر مزايدات غير أخلاقية من جماعات الضغط الدوائية والطبية.
من الأمثلة على الموافقات والتوصيات الخاطئة للقاحات والصادرة عن الوكالات المأتمنة على الصحة العامة هو استخدام الألمنيوم في اللقاحات. يستخدم الألمنيوم في غالبية اللقاحات اليوم.
توضح هيز أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية توافق على استخدام مواد مساعدة أساسها الألومنيوم في اللقاحات (والتي تضاف لزيادة الاستجابة المناعية للجسم ضد اللقاح) وعلى الرغم من حقيقة أن الوكالة لم تختبر أبدًا أو توافق على الألومنيوم، وعلى الرغم من حقيقة أن الألومنيوم سُمّي من دون شك، وسم عصبي، وماسخ (مادة أو عامل يسبب تشوه الجنين). وكما تصف هيز على نحو مناسب: (تحديًا للفطرة السليمة وانتهاكًا لمعايير السلامة والأخلاقيات الأساسية، توافق إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA على اللقاحات التي تحتوي على مكونات لا يمكن إثبات سلامتها ومعروفة المخاطر.)
دراسات السلامة
إذا كنت ستسأل FDA أو CDC عن أي دراسات اعتمداها لتحديد سلامة وتوصية الحقن بالألومنيوم، فإنها ستحيلك إلى الدراسة اليتيمة التي أجراها أحد علماء FDA.
“الحَرائِكُ الدَّوائِيَّةُ المحدثة للألمنيوم بعد تلقي الأطفال الرضع من خلال الحمية والتطعيم”، للدكتور روبرت ميتكوس، نُشرت في أكتوبر 2011 في مجلة اللقاحات. وفي حين أن العنوان قد يبدو مثيرا للإعجاب، إلا أن هذه الدراسة كانت معيبة بشكل كبير. اختبر ميتكوس سيترات الألومنيوم (بدلاً من هيدروكسيد الألومنيوم) وعن طريق الوريد (بدلاً من حقنها) وفي البالغين (بدلاً من الرضع).
وكما ذكر جي بي هاندلي، المؤسس المشارك لـ Generation Rescue “دراسة ميتكوس تقع في مكان ما بين العار المهني والاحتيال الكارثي. لا نجد أي دواء آخر على الأرض (ما عدا في اللقاحات) تقرر معايير سلامته دون استخدام المكون الفعلي (هيدروكسيد الألومنيوم) ودون طريقة استخدامه الفعلية (الحقن العضلي) ودون فئة المرضى المعنية (الرضع). “
ينبغي أن نستدرك هنا. كيف يمكن استخدام الألمنيوم في اللقاحات لأكثر من سبعين عاما، ومع ذلك لم تقم إFDA أبداً بإجراء دراسة مشروعة واحدة للسمية تثبت سلامة الألومنيوم القابل للحقن في البشر؟ لنكن منصفين، فإن FDA تتلقى دراسات من مصادر خارجية. لكن، تلك المصادر هي شركات أدوية تصنع وتربح من بيع اللقاحات، وتزود FDA بالنتائج العلمية الخاصة بها مما يسمح للثعلب بحماية بيت الدجاجة.
في عام 2014 ، بلغت قيمة سوق اللقاحات العالمي أكثر من اثنين وثلاثين مليار دولار. ووفقًا ل Technavio -إحدى الشركات الرائدة في مجال أبحاث التكنولوجيا في العالم- فإن سوق اللقاحات سيبلغ ستين مليار دولار سنويًا بحلول عام 2020. مع وجود أكثر من مائتين وسبعين لقاحًا “علاجيًا” و “وقائيا” تتسابق الشركات للحصول على اعتماد لقاحاتها.
بالإضافة لعدم قيام إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية بدراساتها الخاصة، تسمح هذه الوكالة التنظيمية الحكومية بشكل متهور لشركات الأدوية باستخدام لقاح آخر، أو الألومنيوم أو مزيج منهما كلقاح “وهمي”. ذلك يتجاوز الإهمال العلمي. ونتيجة لذلك، لا يوجد أي علم ذو مصداقية يختص بسلامة وكفاءة اللقاحات تستخدمه إدارة الأغذية والعقاقير أو مركز السيطرة على الأمراض عندما تقدم توصيات اللقاحات.
علاوة على ذلك ، أدركت شركات الأدوية وسلطات الصحة العامة على مدى سنوات جيداً المخاطر المرتبطة بالمواد المساعدة والحافظة في اللقاحات. ومع ذلك، فقد اختاروا حجب هذه المعلومات وإخفائها وإنكارها، مما يعرض الجمهور للخطر بشكل خطير وغير مبرر. وقد نشرت د. لوسيا توملينوفيتش، رائدة أبحاث سلامة اللقاحات في جامعة كولومبيا البريطانية، على نطاق واسع دراسات حول مواد الألمنيوم المساعدة وردود الفعل السلبية للقاحات.1. 2. في عام 2011 ، قدمت توملينوفيتش أدلة تشير إلى أن السلطات الصحية ومصنعي اللقاحات قامت (على نحو ما لخصه الكاتب) “بجهود متواصلة لحجب البيانات الهامة حول ردود الفعل السلبية الشديدة وموانع التلقيح عن الوالدين والممارسين الصحيين من أجل الوصول لنسب تلقيح عامة، يرونها ضرورية لإنفاذ مبدأ “حصانة القطيع”.3 (نظرية حصانة القطيع لم يتم اختبارها علمياً أبداً، والأعداد التي يعتقد أنها بحاجة إلى التطعيم من أجل تحقيق حماية القطيع هي مجرد تخمين وليست قائمة على العلم).
مثال الثيمْيروسال
مثال بارز لهذا النوع من الخداع هو قصة زئبق الثيمْيروسال في اللقاحات. ومع ازدياد تردد الأهل وعلو أصواتهم أواخر التسعينيات، بدأ مركز السيطرة على الأمراض حملة معلنا عن “إزالة” الزئبق من لقاحات الطفولة في الولايات المتحدة تدريجيا. بحلول عام 2001 ، أعلن المركز أن تصنيع اللقاحات المحتوية على الثيمْيروسال قد توقف. في الواقع، جرى تغيير بعض هذه اللقاحات كي تحتوي على “زئبق منخفض”. ولأن لقاحات الطفولة اعتبرت “خالية من الزئبق” في تلك المرحلة، سارع مسؤولو الصحة إلى تأكيد أن التوحد غير مرتبط بالزئبق مع استمرار ارتفاع معدلات التوحد. ما لم يخبروا الجمهور عنه، هو أنه خلال فترة ما يسمى بفترة التخلص التدريجي، بدأ مركز السيطرة على الأمراض يوصي بلقاح الأنفلونزا المحتوي على الزئبق للحوامل. كما أضافوا أربع جرعات من لقاح المكورات الرئوية (PCV) -المحتوي على نسبة عالية من الألمنيوم- إلى جدول لقاحات الطفولة في عام 2000 ، وجرعتين من لقاح التهاب الكبد A -المحتوي على الألمنيوم في عام 2005 – (الجدول 1). أدت هذه الزيادات إلى ارتفاع في امتصاص الأطفال للألمنيوم بنسبة 25٪ بحلول عام 2005. بالإضافة إلى ذلك، في عام 2001، بدأ مركز السيطرة على الأمراض يوصي النساء الحوامل بالحصول على اللقاح المضاد للسعال الديكي المحتوي على الألمنيوم (Tdap) ، على الرغم من حقيقة إظهار الدراسات أن الألمنيوم يعبر المشيمة و يتراكم في الأنسجة الجنينية.
ولعل أكثر التوصيات إثارة للصدمة هو ما يتعلق بلقاح الأنفلونزا، حيث أن الغالبية العظمى من هذه اللقاحات تحتوي على 25 ميكروغرام (mcg) من الثيمْيروسال لكل جرعة. ومن المرجح أن يأخذ الآباء بثقة عمياء أطفالهم للتطعيم وفق الجدول الزمني لتطعيمهم بـ 19 جرعة من لقاحات الأنفلونزا المحتوية على الزئبق بين ستة أشهر وثمانية عشر سنة من العمر. وبعبارة أخرى، يتلقى أطفال اليوم من الزئبق ما يقارب النسب قبل عام 2001 ويحصلون على 25 في المائة زيادة من الألومنيوم. على الرغم من أن إدارة الأغذية والعقاقير ومركز السيطرة على الأمراض تنكران بشدة وجود علاقة ارتباط، فهل يمكن أن يكون هذا هو السبب في وجود طفل مريض واحد من بين كل طفلين في الولايات المتحدة يعاني من مرض مزمن، ويعاني واحد من كل ستة من اضطراب في النمو العصبي، وواحد في ستة وثلاثين مصاب بالتوحد؟
الألمنيوم والزئبق: السُمية التآزُرِيٌّة
بسبب العمل الذي قام به الدكتور بويد هالي -الأستاذ السابق للكيمياء الطبية ورئيس قسم الكيمياء في جامعة كنتاكي- نعلم أن مزج الزئبق والألمنيوم يسبب تآزراً في السمية. في عام 2005 ، نشر الدكتور هالي دراسة بحث فيها الجمع بين هيدروكسيد الألومنيوم والثيمْيروسال. (السمية الزئبقية: الحساسية الجينية والآثار التآزرية) تصف نتائج الدكتور هالي: أظهرت الخلايا العصبية المزروعة موت الخلايا بنسبة 10 في المائة بعد ست ساعات من تعرضها للزئبق والألمنيوم بشكل منفصل، مقارنة بمعدل وفاة بلغ 60 في المائة عند تعرضها للمزيج. وهذا يبرهن بوضوح السمية التآزرية للألومنيوم والزئبق.
الحجة المساندة للألومنيوم
وبرش الملح على الجرح – وقبل الدراسة المضللة بشكل خطير لميتكوس في عام 2011- اعترفت إدارة الأغذية والأدوية بأنها سمحت باستخدام مادةالألومنيوم المضافة في اللقاحات لمجرد أنها “افترضت” أنها آمنة. إن أبرز حجة على سلامة اللقاح والألمنيوم التي ستسمعها تتضمن كمية المواد السامة في اللقاحات. ووفقًا لموقعها على الويب، تزعم إدارة الغذاء والدواء أن كمية الألمنيوم الموجودة في اللقاحات منخفضة، وبالتالي فهي غير ضارة. يدافعون عن استخدام الألمنيوم في اللقاحات، مشيرين إلى أنه أحد أكثر المعادن شيوعًا في الطبيعة أننا نحصل على كمية أكبر من اللألمنيوم من الهواء والغذاء والماء مقارنةً باللقاحات. ولذلك، فإن كمية الألومنيوم في اللقاحات ليست خطيرة. لكن هذا المنطق أبعد ما يكون عن كونه علميا، لأن الألمنيوم الموجود بشكل طبيعي في القشرة الأرضية مرتبط بإحكام مع عناصر أخرى، مما يجعله خاملًا وغير متاح بيولوجيًا. المسارات المختلفة للاستهلاك غير متكافئة لتقييم التأثيرات السامة، فاستنشاق الألمنيوم وامتصاصه ليسا نفس الحقن به. والألمنيوم الذي يتم حقنه عن طريق التطعيم يتجاوز الحواجز الواقية للجهاز الهضمي والأغشية المخاطية، ويدخل مباشرة إلى العضلة حيث يمكنه دخول مجرى الدم واللمف، وبالتالي يتوزع مجدداً ويتراكم في العظام والرئتين والدماغ. من السخف الافتراض أن الألمنيوم المحقون آمن لأنه يجري إدخاله بكمية أقل من، الألمنيوم المبتلع، الذي لا يمتصه الجسم بنسبة 99.7٪.
جدول اللقاحات
إن عدم وجود معايير سلامة لـ FDA أمر مثير للقلق بشكل خاص إذا أخذت بعين الاعتبار أن غالبية اللقاحات في مرحلة الطفولة المبكرة، والتي يتم تقديمها عند الولادة والمفروضة في كل ولاية، تحتوي على مواد مساعدة من الألومنيوم. إذا اتبع الآباء جدول اللقاح الحالي (الخارج عن السيطرة والموصى به من قبل مركز السيطرة على الأمراضCDC) سيحصل أطفالهم على سبعين جرعة من ستة عشر لقاحًا مختلفًا مع بلوغهم عمر الثامنة عشر، بينما يحقن 4925 ميكروجرامًا من الألمنيوم المتراكم في عمر ثمانية عشر شهرًا فقط (الجدول 2). نظرًا لأن إدارة الأغذية والأدوية قد درست فقط المحاليل الوريدية والأدوية القابلة للحقن المحتوية على الألمنيوم (وليس اللقاحات)، فلا يمكن أن تكون مصدرًا موثوقًا به لتحديد مستويات آمنة من الألومنيوم في اللقاحات. ومع ذلك، فإن إدارة الأغذية والأدوية تضع حدودًا على محتوى الألومنيوم في منتجات أدوية الحقن (مرة أخرى، وليس اللقاحات) وتتطلب إضافة وسم على العبوة ينص على: (تحذير: يحتوي هذا المنتج على ألومنيوم قد يكون سامًا. قد يصل الألمنيوم إلى مستويات سمية مع إعطاء الحقن لفترات طويلة إن تعطلت وظيفة الكلى. المولودون الخدج معرضين بشكل خاص للخطر لأن كلاهم غير ناضجة، ويستلزمهم كميات كبيرة من محاليل الكالسيوم والفوسفات المحتوية على الألمونيوم). كما تذكر وكالة الدواء والغذاء (أن الأبحاث تشير بأن المرضى الذين يعانون من وظائف الكلى الضعيفة، بمن فيهم المولودون الخدج، والذين يتلقون حقن أكبر من 4 إلى 5 ميكروجرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم يوميًا، تتراكم لديهم مستويات مرتبطة مع سمية الجهاز العصبي المركزي والعظام.”
يحقن الرضع ب 1225 ميكروجرام من الألمونيوم آنيا عند عمر الشهرين و ما يقدر تراكميا ب 4925 ميكروجرام من الألمونيوم بوصوله عمر 18 شهرا.
المصدر: النشرات الداخلية لمنتجي اللقاحات وجدول التطعيم الموصى به من مركز السيطرة على الأمراض 2016.
ومع ذلك ، لا تشترط إدارة الأغذية والأدوية إضافة ملصق على اللقاحات للتحذير من مخاطر سمية الألومنيوم. قم بعملية الحساب، وستجد أن رضيعًا يبلغ وزنه 12 رطلاً في عمر شهرين يمكن أن يستقبل 1225 ميكروجرامًا من الألمنيوم عند الزيارة الروتينية للطفل الرضيع إذا جرى استخدام اللقاحات المعتمدة، والمحتوية على نسب عالية من الألمنيوم إلى جانب لقاح التهاب الكبد ب. كما يوضح نيل ميلر في بحثه بعنوان: (الألومنيوم في لقاحات الأطفال غير آمنة نشر في مجلة الأطباء والجراحين الأمريكيين في 4 نوفمبر 2016) وباستخدام الأرقام العائدة لإدارة الأغذية والأدوية، فإن 11-14 ميكروغرام من الألومنيوم المحقون ستكون سامة بالنسبة لرضيع يبلغ وزنه ستة باوند مع خلل في وظائف الكلى، ومع ذلك يعطى حديثي الولادة 250 ميكروغرامًا من الألمنيوم بشكل روتيني خلال 12 ساعة من الولادة عبر لقاح التهاب الكبد ب.
كما يشير ميلر إلى أن “الأطفال ليسوا الفئة العمرية الوحيدة التي تتعرض لمستويات عالية من الألمنيوم في اللقاحات”. على سبيل المثال، لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (المشار إليه للوقاية من السرطانات العنقية والشرجية والثآليل التناسلية المرتبطة ببعض سلالات فيروس الورم الحليمي البشري) موصى به للاستخدام في الذكور والإناث على حد سواء، بإعمار من تسعة إلى ستة وعشرين سنة. ووفقًا لملصقات المنتج، فإن كل جرعة تبلغ 0.5 مل من جارداسيل 9 (لقاح فيروس الورم الحليمي البشري) تحتوي على ما يقرب من 500 ميكروغرام من الألمنيوم، ويوصى بجرعتين إلى ثلاث جرعات خلال فترة تمتد من ستة إلى اثني عشر شهرًا بناءً على العمر.
من المهم معرفة أن الجارداسيل جرى تسريع ترخيصه من خلال هيئة الغذاء والدواء. ولم تتضمن تجارب السلامة دواء وهمي حقيقي حيث تم حقن “مجموعات التحكم” أيضًا بالألمنيوم وحجب باحثوا الأدوية سلسلة من التفاعلات الضائرة. حتى الآن، هناك أكثر من خمس وخمسين ألف رد فعل سلبي جرى الإبلاغ عنها عبر نظام الإبلاغ عن الأحداث الضائرة (VAERS) ، شملت أربع وستون وفاة.
العلم
عندما شرعت مع شركائي المنتجين في الكشف عن حقيقة الألمنيوم في فيلمنا الوثائقي عن اللقاحات The Greater Good، قمنا بزيارة خبير الألمنيوم المشهور عالمياً الدكتور كريستوفر شو في جامعة كولومبيا البريطانية. كأول من أختبر التأثير البيولوجي لمواد الألومنيوم في عام 2007 ، أخذ الدكتور شو وزملاؤه الباحثون نفس هيدروكسيد الألومنيوم المستخدم في اللقاحات وحقنه في عضلات الفئران لمعرفة ما سيحدث عندما يحاولون محاكاة جدول اللقاح. ما وجدوه كان أعراضا سلوكية على نحو عاجل شملت عيوبا سلوكية للوظيفة الحركية، وعجزا إدراكيا. لاحقا حين فحصوا أدمغتهم وحبالهم الشوكية، وجدوا ضررًا كبيرًا للخلايا العصبية الحركية. وكما أوضح الدكتور شو، فإنه “ربما يمهد هذا لمرض باركنسون ومرض الزهايمر. قد لا يكون فوريا. ربما بعد عشر أو عشرين أو ثلاثين عاماً.” عندما طلبنا من إدارة الأغذية والعقاقير الرد على دراسة الدكتور شو، قالوا إنهم “لا يعتقدوا أن هذه الورقة تحديدا تبرز الحاجة إلى إجراء أبحاث إضافية غير جارية بالفعل”. وسؤالي إلى إدارة الأغذية والعقاقير اليوم سيكون، “أين الأبحاث الآن بعد مرور عقد من الزمان؟”.
انضم عديد من علماء مستقلين إلى صف الدكتور شو، وقاموا باكتشافات رائدة فيما يتعلق بمواد الألومنيوم المساعدة والأضرار المحتملة. من أبرز هؤلاء زميلة الدكتور شو، الدكتورة لوسيا توملجينوفيتش، من جامعة كولومبيا البريطانية، والدكتور كريستوفر إكلي من جامعة كيلي، والدكاترة رومين غيراردي وغويليميت كريبويس من جامعة باريس كريتيل والدكتور يهودا شوينفيلد من جامعة تل أبيب.
بفضل بحوثهم، نحن نعلم الآن أن مواد الألومنيوم المساعدة قد تؤدي إلى المناعة الذاتية، والتهاب الدماغ طويل الأجل والمضاعفات العصبية المرتبطة به. كما نعلم أن التعرض للألمنيوم مرتبط بأمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي والتصلب المتعدد ومتلازمة حرب الخليج والسكري من النوع الأول والتهاب العضلة واللفافة البلعمي ومتلازمة التعب المزمن، بالإضافة إلى مجموعة من الاضطرابات العصبية مثل مرض ألزهايمر والتصلب الجانبي الضموري واضطرابات طيف التوحد.
عمل جيد من قبل معهد بحوث سلامة الطفل الطبية CMSRI
ربما يمكن العثور على أفضل مكتبة للدراسات المنشورة والمراجعة حول الألمنيوم في معهد بحوث سلامة الطفل الطبية (الموقع cmsri.org). في الواقع، لا يشتمل موقع المعهد الذي أسسته كلير دوسكين، فقط على أهم الدراسات، بل يمول الأبحاث المستقلة على أمل تقديم إجابات لوباء الأمراض المزمنة والعجز المتنامي حول العالم . مؤخراً، أجريت دراستان مهمتان للألمنيوم بواسطة CMSRI. حيث مكن التمويل من منظمة دوسكين الدكتور كريستوفر إكلي، وهو باحث وأستاذ في جامعة كيلي، وزملاءه من فحص تأثيرات الألمنيوم لدى مرضى ألزهايمر ومرضى التوحد المتوفين.
واحدة من هذه الدراسات استخدمت الفحص المجهري الاستشعاعي، والتي كشفت مستويات عالية للغاية من الألمنيوم في أدمغة اثني عشر من ضحايا مرض الزهايمر العائلي. “الألمنيوم في أنسجة المخ لدى مرضى الزهايمر العائلي”، نشر في 9 ديسمبر 2016 في مجلة العناصر النزرة في الطب والأحياء، لم يؤكد فقط وجود الألمنيوم في نسيج الدماغ لمرضى الزهايمر العائلي، بل أفضى لاستنتاجين مهمين. أولاً، استناداً إلى نتائجهم “اللافتة” المعترف بها، يقترح المؤلفان أن الاستعداد الوراثي لمرض الزهايمر قد يكون مصحوبًا “بميل أعلى لتجميع الألمنيوم وللاحتفاظ به في الدماغ”.
ثانياً، ومما لا يقل أهمية، أفاد المؤلفان أن ارتفاع تركيزات الألمنيوم “محتمل للغاية” ليس فقط للمساهمة في البداية المبكرة والتقدم العدواني لمرض الزهايمر العائلي بل أيضاً إلى “جميع أشكال مرض الزهايمر تحت ظروف معينة.” (من المتوقع أن يؤثر مرض الزهايمر على واحد في اثنين من الأميركيين بحلول عام 2050.)
نشر العدد الصادر في نوفمبر 2017 من مجلة “العناصر الدقيقة في الطب والأحياء” دراسة أخرى قام بها الدكتور إكلي وفريقه بعنوان: “الألمنيوم في نسيج الدماغ في التوحد”. فحص الباحثون أدمغة (من خمسة أفراد متوفين سبق تشخيصهم باضطراب طيف التوحد)، ووجدوا أنها احنوت مستويات من الألمنيوم المعدني السام الأعلى تسجيلا على الإطلاق. في الواقع، كان في أدمغتهم ما يصل إلى عشرة أضعاف الألمنيوم مقارنة بالبالغين الأصحاء.
من الواضح أن العديد من الدراسات الحديثة توضح المخاوف بشأن استخدام مواد الألومنيوم المساعدة في اللقاحات. كما يقول هاندلي: “بخلاف ما كان قبل عشر سنوات، يعرف العلماء الآن أن مادة الألمنيوم المساعدة يمكن أن 1) تؤثر على نمو الدماغ، 2) تبقى في الدماغ لفترة أطول بكثير مما كان يظن، 3) يتم إدخالها إلى المخ عن طريق البلاعم التي تمسك بالألمنيوم من موقع حقن اللقاح وتقوم بإعادة توزيعه، 4) قد يكون أسوأ في الواقع عندما يتم حقنه بجرعات صغيرة (كما في التطعيم)، و 5) هناك مستويات عالية بشكل ملحوظ من الألمنيوم في أدمغة الأشخاص أصيبوا بالتوحد”. أضف لذلك نتائج الدكتور إكسلي حول الألومنيوم ومرض الزهايمر، سيتوجب أن يكون المجتمع قلق للغاية.
بصيص من الأمل
تجدر الإشارة هنا إلى أن الأبحاث تشير إلى طريقة لمساعدة المثقلين بالألمنيوم. وقد أظهرت العديد من الدراسات أن السيليكا المغذية الأساسية قد تخلص من السموم وتساعد على إخراج الألمنيوم. “المياه المعدنية الغنية بالسيليكون كتجربة غير مؤذية بخصوص ’فرضية الألمنيوم’ في مرض ألزهايمر”، نشرها د. إكسلي في دورية مرض ألزهايمر ، 2013. كما تبين أن التورين والكركمين يقللان من السمية العصبية للألمنيوم وفق دراسة بعنوان “التأثير العلاجي للتيورين ضد الألم الناجم عن الألمنيوم في التعلم والذاكرة والموصلات العصبية الدماغية في الجرذان”، تم نشرها في 4 فبراير 2014 في مجلة العلوم العصبية. كما وجد أن فيتامين E والسيلينيوم يحميان من الإجهاد التأكسدي والإصابة التي تحفزها الإفراط في استهلاك الألمنيوم.
استنتاج
لأن الأدلة العلمية المنشورة في السنوات الأخيرة تظهر أن اللقاحات تملك إمكانيات كبيرة للتسبب في إصابة الدماغ والجهاز المناعي، فإن الإجراءات المسؤولة الوحيدة -ما دعت إليها هيز في محاضرتها في مؤتمر مؤسسة ويستون برايس– وهو تعليق تام للقاحات، وإلغاء التشريع القومي لإصابات اللقاحات للأطفال لعام 1986 ( التشريع يحمي مصنعي اللقاحات من جميع دعاوى المسؤولية عن المنتجات) وعكس قرار القاضي جاكوبسون ضد ولاية ماسيتيوسيتش في عام 1905. هذا القرار غالبا ما يتم الاستشهاد به كمبرر لصلاحيات فرض اللقاح، على الرغم من أن قانون نورمبرغ لعام 1947 كان يجب أن يبطل هذا القرار. إن صلاحيات فرض اللقاح بالأطفال مثيرة للقلق بشكل خاص، حيث تشير الدراسات إلى أن الأطفال معرضون لخطر أكبر بكثير من مواد الألمنيوم المساعدة بسبب الجمع بين النمو السريع، والحاجز الدموي الدماغي غير المكتمل، والقدرة المحدودة على التخلص من السموم.
سأذهب إلى حد القول – وأعلم أن هيز ستوافقني- أنه من غير المقبول لأي شخص داخل المجتمع الطبي -والذي يعطي اللقاحات- أن يتجاهل مخاوف السلامة الخطيرة التي تثيرها الدراسات الحديثة. في حين أن نتائج الدراسات -المراجعة من نظراء- لا تحصل على تغطية كافية في وسائل الإعلام الرئيسية، إلا أن كبار العلماء ومعاهد البحوث في جميع أنحاء العالم يعترفون بعواقب وآثار الألمنيوم والمواد المضافة من الألمنيوم. لقد حان الوقت للمهنيين الصحيين أن يفعلوا الشيء نفسه وأن يتوقفوا عن إعطاء اللقاحات حتى يتم إثبات سلامتها. أليس “أولوية تجنب الضرر” هو أحد المبادئ التوجيهية الأكثر قيمة للرعاية الطبية؟
أما بالنسبة لإدارة الأغذية والأدوية، فهي تحتاج إلى البدء في طلب نفس اختبار السلامة الصارم قبل الترخيص للقاحات، كما هو للأدوية الأخرى. وبالمثل، ليس من المقبول أن يوصي مركز السيطرة على الأمراض بلقاحات محتوية على الألمنيوم (أو أي لقاحات لهذه المسألة، حيث لا يوجد لقاح اجتاز دراسات السلامة المناسبة، وكلها لها آثار جانبية مدمرة محتملة). أعتقد أن تصرفات هاتين الوكالتين ليست أقل من إجرامية، وسأشعر بسعادة غامرة لرؤية المزيد من الناس يقفون مثل هيز، التي لا تخاف من قول الحقيقة، ومثل دوسكين، الذي يسعى جاهدا للعثور على إجابات غير متحيزة من خلال البحث العلمي.
قد يشادة بالألمنيوم لاستخدامه الأساسي في صناعة الفضاء ولإسهاماته في صناعات النقل والبناء في جميع أنحاء العالم. لكن، ليس لديه أي وظيفة في لقاحاتنا. بالإضافة إلى ذلك، لا ينتمي الألمنيوم إلى منتجاتنا المنزلية، والأغذية (بما في ذلك حليب الرضع)، وتغليف المواد الغذائية، ومستحضرات التجميل ومنتجات العناية بالبشرة، ومستحضرات الحماية من الشمس ومزيلات العرق والأدوية التي تباع بدون وصفة طبية. قد يكون الألمنيوم مادة “طبيعية” موجودة في القشرة الأرضية والهواء والتربة والماء، ولكنه لا يحتوي على أي وظيفة بيولوجية في أي كائن حي، ويمثل خطرًا على جميع الكائنات الحية، بما في ذلك الكائنات البشرية.
وكما قالت هيز بشكل مؤثر للغاية في محاضرتها في مؤتمر مؤسسة ويستون برايس، “يجب علينا معا أن نحمي صحة أطفالنا، والأشخاص من جميع الأعمار، ومستقبل بلدنا”. يجب أن نكون جميعًا مُحكمين من أجل الحقيقة. يجب أن نكون دعاة لصحتنا الخاصة. يجب أن نقوم بواجبنا وأن نتعلم الحقائق حول الألمنيوم وكل اللقاحات. في النهاية، حياتنا وحياة أطفالنا تعتمد عليها.
المراجع:
- توملينوفيتش شو: هل تسهم مساعدات اللقاحات المصنوعة من الألمنيوم في زيادة انتشار مرض التوحد؟ J Inorg Biochem 2011 ؛ 105 (11): 1489-1499.
- توملينوفيتش شو: مواد الألمنيوم المساعدة في اللقاحات: هل هي آمنة؟ Curr Med Chem 2011 ؛ 18 (17): 2630-2637.
- وجدت لجان ميهالوفيتش حول التطعيم حجب البيانات الهامة عن ردود الفعل السلبية من كلا الوالدين والممارسين الصحيين. Prevent Disease.com, Sept. 16, 2013. https://preventdisease.com/news/13/091613_Committees-on-Vaccination-Found-To-Withhold-Critical-Data-On-Adverse%20Reactions-Parents-Practitioners.shtml.