لقاح إم إم آر MMR
إم إم آر هو تطعيم يجمع ثلاثة أمراض كانت شائعة عند الأطفال حتى أواسط سبعينيات القرن العشرين: الحصبة، النكاف، والحصبة الألمانية.
كان يوجد لكل منها لقاح منفصل، ثم دمجت في تطعيم واحد في الثمانينات يعرف باللقاح الثلاثي الفيروسي.
كيف يحضر تطعيم MMR؟
حسب شركة ميرك الأمريكية المصنعة للقاح Merck & Company, Inc يحتوي اللقاح الحالي MMR-II على فيروسات الحصبة و النكاف الموهنة اللتي يتم استزراعها على أجنة الدجاج بعد أن تبدأ في التكون بعمر الأسبوعين تقريبا. كما يحتوي اللقاح على فيروس الحصبة الألمانية الحي الذي يستنبت من خلايا غير فانية تم سرطنتها من خلايا ليفية لرئة اجنة بشرية مجهضة : WI-38 Human diploid lung fibroblast.
إضافه لذلك، تزود مزارع الاستنبات ببيئة تغذوية تحتوي على السيروم المستخرج من دم البقر بعد تجلطه. ومن ضمن المكونات أيضا السكروز، الفوسفات، الجلوتامات، الألبومين البشري المؤتلف (ينتج بتقنية الهندسة الوراثية لجين بشري في كائن آخر)، السوربيتول، جيلاتين متحلل انزيميا، و المضاد الحيوي نيومايسين. لا يحتوي اللقاح الثلاثي على مادة حافظة ووفق تصريحات هيئه الغذاء والدواء الأمريكيه لا يحتوي التطعيم على مشتق الزئبق، لكن تم قياس نسب ضئيلة جدا من الزئبق في بداية الجرعات.
ما مدى أمان هذا التطعيم؟
نشرت الشركة المصنعة للتطعيم الثلاثي MMR قائمة واسعة من التحذيرات والموانع والأعراض العكسية. ويمكن إيجادها بسهولة على موقع الشركة المصنعة أو في النشرة الداخلية للتطعيم نفسه كما أنها موجودة في كتاب المرجع لأي طبيب يصرف التطعيم لمراجعيه.
تلك الأعراض تصيب الأنظمة المختلفه لجسم متلقي للتطعيم بنسب مختلفة كجهاز الدورة الدموية، الجهاز اللمفاوي، الهضمي، القلبي، المناعي، العصبي، التنفسي، والنظام الحسي.
ومما تم تسجيله من أمراض تلت تلقي التطعيم: التهاب الدماغ، اضطرابات عصبية، تشنجات، صعوبات تعلم، التصلب الحاد، تآكل الميلامين المغلف للاعصاب، متلازمة غيان باريه، التهاب الأوعية الدموية، التهاب الأذن الوسطى المزمن، تخثر الدم، التهاب العصب السمعي، التهاب العصب البصري، ضمور العضلات، تقلصات الشعب الهوائية، التهاب المفاصل، الحساسية المفرطة، التهاب البنكرياس وسكر الأطفال، التهاب الغدة النكافية ، التهاب الأمعاء و القولون التقرحي، مرض كرونز، التهاب السحايا، اضطرابات الجهاز المناعي، نقص الصفائح الدمويه، التوحد و أخيرا الموت.
هل حصانة التطعيم دائمة؟
إن التطعيم لا يقدم حصانة دائمة كتلك التي يتمتع بها الذين أصيبوا بالمرض طبيعيا. وقد أثبتت التقارير ومن ضمنها تقارير مركز السيطرة على الأمراض CDC أن الحصبة انتشرت في المجتمعات التي تلقت التطعيم فعلا. في بعض حالات تفشي الحصبة، 95% من الحالات كانت بين المطعمين مسبقا.
أكدت الاحصائيات الرسمية أن حالات تفشي النكاف والحصبة الألمانية حدثت في مجتمعات سبق تطعيمها. مجلة الجمعية الطبية الأمريكية نشرت بحثا يوضح أن المناعة التي يعطيها التطعيم مدتها قصيرة، وأن الأجسام المناعية التي يكونها الجسم بسبب التطعيم تتناقص للنصف خلال أربع سنوات للحصبة الألمانية.يوجد أدلة عديدة في البحوث الطبيه على فشل تطعيم MMR في الحماية. لذلك، بات واضحا أن الذين تلقوا التطعيم لا يزالون عرضة لخطر الإصابة بهذه الأمراض الثلاثة.
في دراسة قام بها علماء في الصحة في إلثام جنوب لندن، وجدوا أن مصل الدم لنصف الأطفال الذين تطعموا إما أنه لايحتوي مطلقا على أجسام مناعية ضد الحصبة والنكاف أو أنه في أقل مستوياته. صرحت الدكتورة سارة دين Sarah Dean المشرفة على الدراسة:
هذا يعني أن العديد من الأطفال اللذين نعتقد أنهم محصنون من تلك الأمراض لا يزالون في الواقع عرضه للإصابة بها.
وتأكد الدكتورة دين أن جهاز المناعة للأطفال لايمكنه أن يتعامل مع أكثر من فايروس واحد في نفس الوقت.
رغم الإثباتات على عدم جدواه، بالإضافة لتعريض الأطفال لجرعة إضافية من مكونات التطعيم المستخدمة في صناعته، فقد تم ادراج جرعة اخرى من التطعيم الثلاثي MMR في جداول التطعيمات.
مجلة الطب البريطانية نشرت إستطلاعا لرأي الأطباء والممرضين بخصوص تقديم جرعة أخرى من تطعيم MMR. وقد أبدى51% منهم غير موافقتهم على ذلك، فيما أبدى 80% من مجموع الأطباء أنهم لا يوصون الأهالي بإعطائها لأطفالهم.
علاقة التطعيم الثلاثي بالتوحد
الكثير من ملاحظات الآباء والأمهات تلخصت بملاحظة واحدة وهي أن أطفالهم كانوا يتطورون طبيعيا و يكتسبون مهارات التواصل باستمرار، ولكن بعد أخذهم تطعيم MMR بدأوا أولادهم يفقدون تلك المهارات بشكل سريع جدا بما فيه التواصل البصري والسمعي.
ومع ذلك، يصر المجتمع الطبي على عدم وجود علاقة بين الإنهيارالتطوريي وتلقي اللقاح الثلاثي.
بحث د. واكفيلد
في عام1998 نشرت مجلة لانست Lancet -الأقدم والأشهر عالميا في مجال الأبحاث الطبية- بحثا تاريخيا للدكتور أندرو واكفيلد Andrew Wakefield وفريق من الخبراء في الطب.
خلص البحث إلى أن الأطفال الذين تلقوا التطعيم وأصيبوا بالتوحد، عانوا لاحقا من تشوهات في الأمعاء واضطرابات في النمو، بما في ذلك فقدان المهارات المكتسبة سابقا، وأكد أن ذلك حدث بعد تلقي الأطفال لتطعيم MMR.
إن التعرض لأنماط شاذة من الفيروسات في نفس الوقت مثل الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية والجدري له علاقة بظهور التوحد وأعراضه، كما يوجد علاقة وثيقة بين التعرض لنوعين من تلك الفيروسات وبين حدة التوحد.
جرى تسجيل حالات توحد نادرة جدا بعد التعرض النادر بشكل طبيعي لنوعين من هذه الفيروسات في نفس الوقت، لكن تطعيم MMR الذي يحتوي على ثلاثة أنواع قد أدى لزيادة أعداد الإصابات بالتوحد. وقد أوضحت دراسة سابقة نشرت في مجلة American Journal of Epidemiology أن الأطفال في طور التطور المناعي و العقلي السريع معرضين للتوحد في حال تعرضوا لنوعين أو أكثر من الفيروسات.
إن ما يؤدي للإصابة بالتوحد هو تفاعل أكثر من نوع من تلك الفيروسات مع بعضها، أو عندما يتفاعل نوعان منها مع مناعة الطفل في نفس الوقت. وقد دعمت ذلك أبحاث بيانات الفيروسات التي أثبتت أن دمج أكثر من فيروس مع بعض يزيد خطر الإصابة بالتوحد. أثبت الدكتور واكفيلد وغيره أن الإصابة الطبيعية بنوعين منهما يحدث بشكل نادر و ينتج عنه التوحد، وأن التطعيم يحتوي على ثلاثة فيروسات مجتمعة ولهذا السبب تزداد الإصابات بالتوحد بشكل متزايد. لذلك كان هناك إقتراحا بفصل الفيروسات الثلاثة في تطعيمات منفصلة بحيث يأخذها الطفل على فترات متباعدة كما كان متبعا في فترة السبعينيات قبل دمجهم لتلافي خطر الإصابة بالتوحد.
لاقت هذه الفكرة إستحسان الأطباء و مؤسسات تنظيم التطعيمات وكذلك الأهالي بحيث يتم تخفيف الدمج بين المركبات الأخرى المستخدمه في تحضير التطعيم وما تسببه من أعراض عكسية على جسم الطفل، وأيضا تجنب حقن ثلاث فيروسات دفعة واحدة مما يسبب التوحد. وقد رفض الأهالي حينها تطعيمMMR و أستبدلوه بالتطعيمات المنفصلة. العديد من العلماء أيدوا فكرة الدكتور واكفيلد، كما أيدها العديد من الأطباء كذلك إرضاءا لزبائنهم.
لكن التطعيمات المنفصلة للحصبة والنكاف والحصبة الألمانيه هي الاخرى لها ردات فعل عكسية خطيرة، وقد سجلته أبحاث وتم ذكره في النشرة الداخلية لكل تطعيم على حدة بواسطة الشركات المصنعة ولم تستطع إنكاره.
عندما كانت الفيروسات تعطى على حدة كانت تقارير ردات الفعل العكسية المختلفة في كل مرة تسجل ضد نوع مختلف من تلك اللقاحات، لكن بعد دمجها في تطعيم MMR أصبح من الصعب أكثر تسجيل ردات الفعل العكسية ضد أحدها، اذ اصبح من غير الممكن إتهام فيروس الحصبة أو النكاف أو الحصبة الألمانية بسبب الدمج. إضافة إلى أنه في الوقت الحاضر، يتم إعطاء تطعيم MMR مع تطعيمات أخرى في نفس الوقت مما جعل من الصعب بل من المستحيل تحديد المتهم الأساسي منهم في ردات الفعل العكسية على الطفل.
لقد أصبح من الصعب حتى تحديد ما إذا كانت كل تلك الأنواع من التطعيمات في نفس الوقت قد طغت على مناعة طفل لم يكمل العامين من عمره. وهو أسلوب متعمد يتبع سياسة تفريق دم الضحية (الطفل) بين القبائل. وهي سياسة التزمت التعقيدية لشركات تصنيع اللقاح وسلطتها.
لقد تحققت أهداف الخطة بتفرقة دم الضحية بين المتهمين، ليخرجوا أبرياء بدون محاكمة. وقد خلصت British Medical Panel إلى أن دكتور واكفيلد خرق القوانين الأخلاقية عندما نشر بحثه في عام1998 الذي يثبت ان تطعيمMMR هو المسبب الرئيسي للتوحد مما دعى مجلة لانسيتThe Lancet لسحب بحثه.
علق الدكتور واكفيلد على ذلك:
إن الإتهامات الموجهة لي و لزملائي على حد سواء لا أساس لها و غير عادلة و أدعو أي شخص لفحص محتويات تلك الأبحاث و توضيح ماهية الخطأ فيها.
وهو مالم يحدث حتى الآن.
الخلاصة:
الحصبة و النكاف و الحصبة الألمانيه مسبباتها فيروسات طبيعية موجودة منذ أن وجد الإنسان.
التطعيم هو المتهم الأساسي في التسبب في التوحد.
إن مايحتويه التطعيم من عدة فايروسات مجتمعة هو المتهم الحقيقي للتوحد وليس الزئبق حيث أنه غير موجود. وأن المحتويات الكيميائية و الغذائيه ومزارع الإستنبات تفرز العديد من مكونات في التطعيم، ولا يوجد تقنية للتخلص منها بشكل كامل، لذلك كانت ردات الفعل العكسية لهذا التطعيم كثيرة جدا.
محتويات التطعيم تؤثر بطرق ونسب مختلفة على كل متلقي له بدون إستثناء.
ثبت أن التطعيم لا يعطي مناعة مدى الحياة بالرغم من الإدعاء دائما بذلك، وهذا ما أثبتته التجارب و تأكده الحكومات مما جعل حملات التطعيم للصغار و الكبار أيضا لا تتوقف.
الإصابه بفيروسات الحصبة و النكاف والحصبة الألمانية الطبيعية تمنح مناعة مدى الحياة حتى في وجود تفشي جديد لها.
الإصابة بهذه الفيروسات من الطبيعة يعطي الفرد وقاية ضد أمراض أخرى عند الكبر كتصلب الشرايين و جلطات القلب و الدماغ. وهو ما أثبتته تجارب أخرى كثيرة ولكن ليس موضوع بحثنا هنا.
مناعة الطفل الطبيعية الذي يتغذى على الرضاعة الطبيعية و الغذاء الطبيعي كفيلة بالقضاء على هذه الأمراض في غضون أيام مع اكتساب مناعة مدى الحياة ومميزات أخرى على الصحة مستقبلا.
الرضاعة الصناعية والنظام الغذائي السيء للطفل يضعف مقاومته للأمراض ومن الحماقة الاعتقاد بأن التطعيم هو الحل لحمايته. بالعكس التطعيم سيشكل مخاطر أكبر لهكذا أطفال.
المراجع